للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والضبط للمنهج السلفي عند السمعاني يقوم على أمرين: ضبط حروفهم وألفاظهم في تأصيل المسائل والرد على المخالفين، والتعبير عنها بأسلوبه الخاص، وضبط أصول الاستدلال لديهم.

ومن الأمثلة الظاهرة على الأمر الأول من جهة التأصيل:

- في ضبط باب الصفات الإلهية يقول مقررا منهج السلف: وهو كما وصف به نفسه من غير تكييف. (١)

- وفي ضبط باب الإيمان يقول: والإيمان في الشريعة يشتمل على الاعتقاد بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالأركان. (٢)

- وفي ضبط باب القدر يقول عن ركن المشيئة: رد مشيئتهم إلى مشيئته، والمعنى: لا يريدون إلا بإرادة الله، وهو موافق لعقائد أهل السنة، أنه لا يفعل أحد شيئا، ولا يختاره، ولا يشاؤه، إلا بمشيئة الله. (٣)

ومن الأمثلة الظاهرة على الأمر الأول من جهة الرد والتفنيد:

- رده على الاعتقاد الفاسد في الكواكب الذي كان شائعا عند المنجمين، فقال عند تفسير قوله تعالى: (الجوار الكنس) (التكوير ١٦): وهذه الكواكب هي التي يسميها المنجمون المتحيرة، وقد تفردت، حيث تسير بخلاف سائر الكواكب ... ويحيلون عليها الأفعال في العالم، ونحن نبرأ إلى الله تعالى من هذا الاعتقاد، ونحيل الجميع على الله تعالى. (٤)

- ورده على المعتزلة في نفيهم الصفات، فقال في تفسير قوله تعالى: (أنزله بعلمه) (النساء ١٦٦): فيه دليل على أن لله علما، هو صفته، خلاف قول المعتزلة خذلهم الله. (٥)

- وفي رده على القدرية في باب القضاء والقدر، قال عند تفسير قوله تعالى: (لا يُسئل عما يفعل وهم يُسألون) (الأنبياء ٢٣): وفي الآية رد على القدرية، وقطع شبهتهم بالكلية. (٦)

وأما الأمر الآخر فهو ظاهر جلي من جهة استدلاله بالنصوص، وبناء الأحكام عليها.

ثانيا: التزامه بمذهب السلف وتعظيمه: وهذا يظهر من عدة جهات:


(١) - السمعاني: نفسير القرآن: ٣/ ١٧٧
(٢) - مرجع سابق: ١/ ٤٣
(٣) - مرجع سابق: ٦/ ١٢٤
(٤) - مرجع سابق: ٦/ ١٦٩
(٥) - مرجع سابق: ١/ ٥٠٤
(٦) - مرجع سابق: ٣/ ٣٧٤

<<  <   >  >>