للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر السمعاني نسب النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه إلى عدنان، وكان معروف النسب، قال تعالى: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [المؤمنون:٦٩]، يقول السمعاني: " يعني: أنهم عرفوه صغيراً وكبيراً، وعرفوا نسبه، وعرفوا وفاءه بالعهد، وأداءه للأمانات، وصدقه في الأقوال " (١). ثم قَسَّم السمعاني نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قسمين:

١ ـ متفق عليه: وهو إلى عدنان: (محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قُصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان). (٢)

٢ ـ مختلف فيه: وهو من عدنان إلى إبراهيم، إلى آدم عليهما السلام، حتى قال ابن مسعود: كذب النسابون، حين قرأ قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} [إبراهيم:٩]، وقال ابن عباس: بين إبراهيم وبين عدنان جد الرسول ثلاثون قرناً، لا يعلمهم إلا الله، وعن عروة بن الزبير قال: ماوراء عدنان إلى إبراهيم عليه السلام، لا يعلمهم إلا الله، وعن مالك بن أنس أنه كره أن ينسب الإنسان نفسه أباً أباً إلى آدم، وكذلك في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يكره ذلك؛ لأنه لا يعلم أولئك الآباء أحد إلا الله. (٣)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٨٣
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٢٠٧
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١٠٦

<<  <   >  >>