للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ ـ الدخان: واستدل له السمعاني، بقوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان:١٠ - ١١]، يقول السمعاني: " أن هذا الدخان يكون في القيامة، وهذا قول الحسن، وقتادة، وقيل: هو الأصح، وقيل: إن الدخان شرط من أشراط الساعة، وفي بعض الأخبار: " بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، والدخان ... " (١)، وكان ابن مسعود يقول: قد مضى خمس: الدخان، والدم، والقمر، والبطشة، واللزام " (٢)، وما ورد عن ابن مسعود في معارضة المرفوع من ثبوت الدخان في القيامة، إما أن يُقال: إن المرفوع مقدم على الموقوف، أو يُقال: بأنهما دخانان، ظهر أحدهما، وبقي الآخر، وهو الذي سيقع في آخر الزمان، يقول القرطبي: "قال مجاهد: كان ابن مسعود يقول: هما دخان قد مضى أحدهما، والذي بقي يملأ ما بين السماء والأرض، ولا يجد المؤمن منه إلا كالزكمة، وأما الكافر، فيثقب مسامعه " (٣).

ومن خلال هذا السرد العلمي لفكر السمعاني وآرائه، يتبين إيمانه بالنصوص والتزامه بما دلت عليه من المعاني والأحكام، دون تأويل أو رد.

وهو بهذا التقرير يرد على المخالفين في هذا الباب، ممن أنكر بعض ما ورد في كتب السنة، مما يتعلق بأشراط الساعة:

- فإثباته لنزول المسيح عليه السلام؛ رد على من كذب ذلك و تأوله.

- وإثباته للمسيح الدجال؛ رد على من أنكره، أو زعم أنه كناية عن غلبة الشر في ذلك الزمان، أو أنه رمز للدجل والخرافة والقبائح، وقد نقل الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: أن إثبات المسيح الدجال، هو مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار، خلافا لمن أنكره من الخوارج، والجهمية، وبعض المعتزلة (٤)


(١) أخرج مسلم في صحيحه، باب في بقية من أحاديث الدجال، ح (٢٩٤٧)
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ١٢٣
(٣) القرطبي: التذكرة: مكتبة دار المنهاج، الرياض، ط ١، ١٤٢٥ هـ، (١٢٦٧)
(٤) - النووي: شرح صحيح مسلم: ١٨/ ٥٨

<<  <   >  >>