للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [سبأ:٣]، يقول السمعاني مستدلاً بالآية على شمول العلم الإلهي: " لَا يَعْزُبُ عَنْهُ " أي: لا يغيب عنه، " مِثْقَالُ ذَرَّةٍ " أي: وزن ذرة، " وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ " أي: أصغر من الذرة إلى أن لا يحيط به العقل، وأكبر إلى ألا يُحيط به العقل، والمعنى: أن كل ذلك في علمه ". (١)

ـ وقوله: {عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الزُّمَر:٤٦]، أي السر والعلانية. (٢)

ـ وقوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الحشر:٢٢]، أي: ما كان وما يكون. (٣)

ـ وقوله تعالى: {ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الجمعة:٨]، أي: عالم بما ظهر وخفي. (٤)

ـ وقوله تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [طه:٩٨]، يقول السمعاني: " أي: وسع علمه كل شيء، وقالوا: هذا من فصيح القرآن ". (٥)

٢ ـ الإيمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ مقادير المخلوقات، وهو ثابت في صريح القرآن والسنة، وآثار السلف، وهذا مما نُقل فيه الإجماع، فقد أجمع أهل السنة على أنه تعالى قَدَّر أفعال جميع الخلق، وأرزاقهم، وآجالهم، قبل خلقه لهم، وأثبت في اللوح المحفوظ جميع ما هو كائن منهم، وأجمعوا على أن لله لوحاً محفوظاً، كتب فيه كل شيء قبل أن يخلق العالم. (٦)

واستدل السمعاني على إثبات هذه المرتبة بجملة من الدلائل، منها:


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣١٦
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٤٧٢
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٤٠٨
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٤٣٤
(٥) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣٥٣
(٦) ابن القطان: الإقناع: ١/ ٦١ - ٦٤

<<  <   >  >>