للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ ـ أن دين الإسلام هو الدين الحق، والمهيمن على كل الأديان، قال تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} [البقرة:٤٢]، أي: الإسلام باليهودية والنصرانية (١)، وقال تعالى لنبيه محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [البقرة:١١٩]، " والمراد بالحق: القرآن، وقيل: شريعة الإسلام ". (٢)

٧ ـ أن شرائع الإسلام مبنية على نفي الحرج، قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:٧٨]، واختلف العلماء في الحرج المنفي في الشريعة على أقوال:

ـ فقيل: أن الحرج المنفي هو الضيق، ومعنى الآية: أنه لا ضيق في الدين، بحيث لا خلاص عنه، فمعناه: أن المذنب وإن وقع في ضيق من المعصية، فقد جعل الله له خلاصاً بالتوبة، وكذلك إذا حنث في يمينه، جعل الله له الخلاص بالكفارة.

ـ وقيل: إن معنى الآية: أن الله تعالى لم يكلف نفساً فوق وسعها.

ـ وقيل: إن المراد من الآية: أنه إذا كان مريضاً، فلم يقدر على الصلاة قائماً، صلى قاعداً، فإن لم يقدر على الصلاة قاعداً صلى بالإيماء، ويفطر إذا شق عليه الصوم، بسفر، أو مرض، أو هرم، وكذلك سائر وجوه الرخص (٣). وقد جاء الإسلام بنفي الحرج في كل ما ذُكر، وقد أكد القرآن الكريم على هذا المعنى في مواطن كثيرة، منها قوله تعالى: {وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [المؤمنون:٦٢]، يقول السمعاني: " ويُقال: لم نكلف المريض الصلاة قائماً، ولا الفقير الزكاة والحج، ولا المسافر الصوم، وأشباه هذا ". (٤)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٧٢
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٣٢
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٥٨
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٨١

<<  <   >  >>