للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ ـ أنها أمة مرحومة، قال تعالى في دعوة موسى ربه جل وعز: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٦) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} [الأعراف:١٥٦ - ١٥٧]، يقول السمعاني: " وهذه فضيلة عظيمة لهذه الأمة، وذلك أن موسى ـ صلوات الله عليه ـ سأل أن يكتب الرحمة له ولأمته، فكتبها لأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ". (١)

٦ ـ أن الله تعالى أحل لهذه الأمة الغنائم، وسمَّاها الله تعالى أنفالاً، فقال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال:١]، والنفل في اللغة: الزيادة، ومنه صلاة النافلة؛ لأنها زيادة على الفريضة، فسميت الغنائم أنفالاً؛ لأنها زيادة كرامة من الله تعالى لهذه الأمة على الخصوص". (٢)

٧ ـ أن الله تعالى اختص هذه الأمة بالسبع المثاني، وهي سورة الفاتحة، يقول مجاهد: إنما سميت مثاني؛ لأن الله تعالى استثناها لهذه الأمة، كأنه أوحى بها إليهم، ولم يُعطها أحداً من الأمم. (٣)

٨ ـ أن الله تعالى نادى أمة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ، فقال: " يا أمة محمد، أعطيتكم قبل أن تسألوني، وأجبتكم قبل أن تدعوني، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني فهذا هو معنى قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} [القصص:٤٦]، وهو مروي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، يقول السمعاني: " وفي القصة: أن موسى لما سمع هذا من الله تعالى قال: يارب، إنما جئت لوفادة أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ". (٤)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٢١
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٤٦
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣١
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١٤٤

<<  <   >  >>