للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-ما يتعلق بزعم الرافضة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه على رؤوس الأشهاد، وذلك حين تكلم عن قسمي التواتر، فقال: والقسم الثاني: ما يرجع إلى معناه دون عينه ... فهو الخبر عن جود حاتم، وشجاعة علي وأمثاله، وحلم الأحنف وذويه، ثم قال: واعلم أن مثل هذا الطريق، رد على الرافضة، ما زعموا من نص الرسول على إمامة علي، فإنهم زعموا أن النبي نص عليه على رؤوس الأشهاد، ومشهد من جميع أصحابه، ونص لهم عليه، وقال: هو الإمام من بعدي، ثم إنهم جميعا كتموه، وهذا محال من الكلام، ولا يتصور من ذلك مثل الجماعة العظيمة والجم الغفير، اختلاف طباعهم، وتباين أهوائهم، وتردد الدواعي منهم، إطباقهم واتفاقهم على كتمان مثل هذا النص الجلي (١).

-وكذلك ما ذكره في رد رواية الرافضة والخوارج الذين كفروا الصحابة وفسقوهم، فقال: وأما الفسق من حيث الاعتقاد، مثل أهل الأهواء، فقد ذكروا أنهم ينقسمون قسمين: منهم من كفر الصحابة وفسقهم، مثل الخوارج والرافضة، فهؤلاء حديثهم مردود غير مقبول (٢).

وقد برز اهتمام السمعاني بموضوع الصحابة من عدة جهات:

١ - تحقيق مسمى الصحبة.

٢ - الإشادة بفضائل الصحابة، والتأكيد على حقوق آل البيت.

٣ - التأكيد على التوائم بين الصحابة وآل البيت.

٤ - بيان حكم سب الصحابة وتنقصهم.

٥ - بيان الموقف الشرعي تجاه الفتنة التي جرت بين الصحابة.

وظهر من تتبع كلام السمعاني، المنهج الوسط في التعامل مع القضايا التي وردت في الصحابة، فكان وسطا بين الجفاة والغالين، وسدا منيعا تجاه المغرضين المخالفين، ويظهر هذا جليا في غيرته على الصحابة في رده على من حكى تجهيل بعض الصحابة، فقال: وهذا الذي قاله جرأة عظيمة (٣).

وقد أكد السمعاني على جملة من المسائل المهمة المتعلقة بالصحابة رضي الله عنهم، منها:


(١) - السمعاني: قواطع الأدلة: ١/ ٣٣١ - ٣٥٦
(٢) - السمعاني: مرجع سابق: ١/ ٣٤٤
(٣) - السمعاني: قواطع الأدلة: ١/ ٣٦٣

<<  <   >  >>