للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السيوطي في أحكام القرآن، في الاستنباط من قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:٢٣]،:" وجوب محبة قرابته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمحبته أولى" (١). وقد ذكر السمعاني في تفسير هذه الآية خمسة أقوال، واستظهر منها، ما كان مشهوراً عند السلف، فقال: " أظهرها وأشهرها، أن معناه: لا أسألكم إلا أن تودوني لقرابتي منكم، وقيل: تصلوا القرابة التي بيني وبينكم، بالاستجابة لي إلى ما أدعوكم إليه، وتكفوا عني أذاكم، وهذا قول ابن عباس، أورده البخاري عنه في الصحيح، على لفظ معلوم مقبول، وهو قول طاووس، ومجاهد، وقتادة، وعامة المفسرين.

قال قتادة: كانت قريش تصل الأرحام، فطلب منهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يصلوا القرابة التي بينه وبينهم، وألا يقطعوها. وعن ابن عباس، قال: ما من بطن من بطون قريش، إلا ولرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيهم قرابة، فسألهم أن يصلوها ". (٢)

وقد ذكر السمعاني خلاف العلماء في حقيقة مسمى آل البيت، وما الذي يشمله على أقوال:

أولاً: أنهم ذووا قرابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، واختلفوا في تعيينهم إلى ثلاثة أقوال:

الأول: أنهم بنو هاشم خاصة، وهو قول مجاهد.

الثاني: أنهم جميع قريش، وهو مروي عن ابن عباس.


(١) السيوطي: الإكليل في استنباط التنزيل: دار الأندلس الخضراء، ط ١، ١٤٢٢ هـ (٣/ ١١٦٧)
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٧٣

<<  <   >  >>