للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزُّمَر:٩]، قيل: نزلت في عثمان بن عفان، وقيل: نزلت في أبي بكر وعمر، وقيل في ابن مسعود وسلمان وعمار، وقيل: وأبو ذر وصهيب. (١)

ـ وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة:٢٠٧]، قال سعيد بن المسيب: نزلت الآية في صهيب بن سنان. (٢)

ـ وقوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام:١٢٢]، قيل المراد به: عمر، وقيل: عمار، وقيل: حمزة. (٣)

والآيات في هذا المقام كثيرة، وهذا فيه دلالة على اهتمام السمعاني، وعنايته الفائقة، بهذا الأصل المهم، وهو معرفة فضائل الصحابة، وبيان حقوقهم علينا، وهو بذا سائر على منهج السلف القائم على التعظيم والإجلال، لهؤلاء الثلة النقية، الطاهرة الزكية، الذي مُقام أحدهم مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ساعة، خير من عمل غيرهم أربعين سنة، كما قال ابن عباس (٤)، بل قال ابن عمر: لا تسبوا أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإن مقام أحدهم، خير من عمل أحدكم عمره كله، وعن ميمون بن مهران قال: قال لي عبدالله بن عباس: يا ميمون لا تسب السلف، وادخل الجنة بسلام. (٥)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٤٦١
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٠٩
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٤١
(٤) ابن أبي العز: شرح الطحاوية: ٤٦٩
(٥) اللالكائي: شرح أصول الاعتقاد: ٧/ ١٣٢٥

<<  <   >  >>