للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما يتعلق بأمر الخلافة فإن المستقر عند أهل السنة والجماعة، أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، فأبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وهذا ما تواتر فيه النقل عن الأئمة. (١)

وقال السمعاني عند تفسيره قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور:٥٥]: " واستدل أهل العلم بهذه الآية، على صحة خِلافة الخلفاء الراشدين، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ـ رضي الله عنهم ـ، ومن المشهور المعروف برواية حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " الخلافة بعدي ثلاثون سنة " (٢) (٣).

وقال في موطن آخر، عند تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} [الفتح:١٦]: " أصح الأقاويل: أنهم بنو حنيفة، أولو بأس شديد، حيث قاتلوا المسلمين مع مسليمة الكذاب. والقول الثاني: هو هوازن وثقيف، والقول الثالث: أنهم فارس، وكان الحرب معهم أشد حرب على المسلمين، في زمان عمر ـ رضي الله عنه ـ. وفي القول الأول، وفي هذا القول، دليل على خلافة أبي بكر وعمر؛ لأنهما دعوا المسلمين إلى قتال مسيلمة، وقتال فارس ثم قال: " وأصح الأقاويل هو القول الأول ". (٤)


(١) انظر: ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٣/ ١٥٣، اللالكائي: شرح أصول الاعتقاد: ١/ ١٩٨، الأصبهاني: الحجة في بيان المحجة: ٢/ ٢٨١
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه، باب ما جاء ي الخلافة، ح (٢٢٢٦)
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٥٤٤، انظر: ابن حزم: الفِصل: ٤/ ٨٩، الإيجي: المواقف: ٣/ ٦٢١
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ١٩٨

<<  <   >  >>