عيينة وأبي يوسف القاضي كتب بشر إلى رجل يستقرض منه شيئا فكتب إليه الرجل الدخل يسير والرج ثقيل والمال مكذوب عليه فكتب إليه بشر إن كنت كاذبا فجعلك الله صادقا وإن كنت مقتدرا فجعلك الله معتذرا وكان يحب الشافعي ويهابه فطلبت أمه من الشافعي أن ينهاه فنهاه وقال أخبرني عما تدعو إليه أكتاب ناطق أم مفترض معترض أم سنة قائمة أم وجوب عن السلف البحث فيه والسؤال عنه فقال بشر ليس فيه كتاب ناطق ولا فرض مفترض ولا سنة قائمة ولا وجوب عن السلف البحث فيه إلا إنه لا يسعنا خلافه فقال له الشافعي أقررت على نفسك بالخطاء فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار يواليك الناس عليه فلما خرج بشر قال الشافعي لا يفلح والمريسي بفتح الميم وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنين من تحتها وفي آخرها السين المهملة هذه النسبة إلى مربس وهي قرية بأرض مصر هكذا ذكره الوزير أبو سعد في كتاب النتف والظرف ثم قال وإليها ينسب بشر المريسي وإليه ينسب الطائفة الذين يقال لهم المريسية وأهل مصر يقولون إن المريس جنس من السودان بين بلاد النوبة وأسوان من ديار مصر وكلهم من النوبة وبلادهم ملاصقة لبلاد السودان وتأتيهم في الشتاء ريح باردة من ناحية الجنوب يسمونها المريس ويزعمون إنها تأتي من تلك الجهة وقيل بشر المريسي كان يسكن في بغداد بدرب المريس وهو بين نهر الدجاج ونهر البزازين فنسب إليه وقيل إن المريس في بغداد هو خبز الرقاق يمرس بالسمن والتمر كما يصنع أهل مصر بالعسل بدل التمر وهذا الذي يسمونه البسيسة مات سنة ثمان وعشرين ومائتين وقيل سنة تسع عشرة ومائتين وله أقوال في المذهب غريبة منها جواز أكل لحم الحمار ومنها وجوب الترتيب في جميع العمر ذكره عنه صاحب الخلاصة في باب قضاء الفوائت قال