للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البرهان عبد العزيز بن عمر رحمه الله تعالى

٣٣١ - محمد بن أبي الفضل محمد السرخسي أبو الحارث تفقه ببغداد بأبي الحسين أحمد بن محمد القدوري ذكره الهمداني في طبقة الدامغاني وذكر عن القدوري إنه قال ما جاء من خراسان وعين النهر أفقه منه وكان أصحاب الشافعي وأصحاب أبي حنيفة يرتبون بأزاء الخلاف منهم حاذقا من مخالفيهم ويجعلون قرنه في النظر فكان بازاء القدوري أبو الحسين أحمد بن محمد المحاملي وكانا بغداديين ذوي نعمة وأصحاب ولكل واحد متعصبون فإذا حضر فى عزاء وجمع حضر الناس لاستماع كلامهما فكانا يتكلمان في المسئلة عدة نوب لا يمل المستمعون لهما وكان قرن أبى الحارث السرخسي أبو تمام محمد بن الحسن القزويني الذي صار مدرس أصحاب الشافعي بطبرستان وكان أبو سعد التوني من الشافعية وهو الذي جلس بعد الشيخ أبى إسحاق الشيرازي في موضعه يثني عليه كثيرا حتى إنه لما أنكروا عليه جلوسه معه في موضع أبي إسحاق وكان رتبه في موضعه مؤيد الملك أبو بكر عبد الله بن نظام الملك قال أبو سعد أعلموا أني لم أفرح في عمري إلا بشيئين أحدهما إنني جئت من وراء النهر ودخلت سرخس وعلي أثواب أخلاق لا تشبه ثياب أهل العلم فحضرت مجلس أبى الحارث بن أبي الفضل وجلست فى أخريات أصحابه فتكلموا فى مسئلة فقلت واعترضت وكلما انتهيت في نوبتي أمرني أبو الحارث بالتقدم فتقدمت ولما عادت نوبتي إلي استدناني وقربني حتى جلست إلى جنبه وقام لي وأكرمني أصحابه فاستولى الفرح على قلبي والثاني حين أهلت للإستناذ في موضع شيخنا أبي إسحاق فذلك أوفى النعم وأعظم المواهب والقسم وغضب أبو الحسين القدوري على فقيه من أصحابه وعلى أبي الحارث فاسترضى الفقيه ولم يسترض أبا الحارث وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>