قال لي أبي يا بني هذا الشيخ الذي دخلنا اليوم في المذاكرة من هو فقلت هذا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري فقال ما أحسنت عشرتي يا بني فقال كيف يا سيدي فقال ألا قلت لي فى الحال فكنت أذاكره غير تلك المذاكرة هذا رجل مشهور بالحفظ والأتساع في فنون من العلم وما ذاكرته بحسبها قال ومضت على هذه مدة فحضرنا في جنازة أخرى وجلسنا فإذا بالطبري قد أقبل فقلت له قليلا قليلا أيها القاضي هذا أبو جعفر الطبري قد حضر مقبلا قال فأومي إليه بالجلوس عنده فجلس إلى جنبه فأخذ أبي يجاريه فكلما جاءا إلى قصيدة ذكر الطبري منها أبياتا قال أبي ها ها يا أبا جعفر إلى آخرها فيتلعثم الطبري فيبديها أبى إلى آخرها وكلما ذكر شيئا من السير قال أبي كان هذا في قصة فلان ويوم بني فلان مر يا أبا جعفر فيه فربما مر وربما يتلعثم كان فيمر أبي في جميعه قال فما سكت أبي يومه ذلك إلى أن بان للحاضرين تقصير الطبري ثم قمنا فقال لي أبي الآن شفيت صدري ثم نقل الخطيب بأبه ذكره إلى أبي بكر بن الأنباري قال ما رأيت صاحب طيلسان الخامس القاضي أبي جعفر بن البهلول وله حكاية عجيبة مع السيدة أم المقتدر بالله بسبب وقف ضيعة ابتاعها وكان الكتاب فى ديوان القضاء والآداب أخذه ليحرقه ويبطل الوقف حكاها بطرقها في المنتظم وقال القاضي من قدم أمر الله على أمر المخلوقين كفاه الله شرهم مات في شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وثلاث مائة رحمه الله تعالى وقيل ثمان عشرة حكاها الخطيب ويأتي أخوه البهلول
٧٦ - أحمد بن إسحاق بن شبيب بن نصر بن شبيب أبو نصر الفقيه الأديب الصفار من أهل بخارى تقدم نسبه في ترجمة ابن ابنه إبراهيم بن إسماعيل قال السمعاني له بيت في العلم إلى الساعة ببخارى ورأيت من أولاده جماعة وسكن