الأخضر وعلى جماعة من أصحاب أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب بن البناء وأبي بكر الأنصاري وكتب بخطه وحصل وحدثنا أربعين حديثا جمعها عن شيوخه بما وراء النهر فسمعناها منه وسمع مني شيئا وروى عني في أماليه بنيسابور وعمري إذ ذاك عشرون سنة وكان إماما كبيرا في المذهب والخلاف والجدل ومعرفة الحديث والنحو واللغة وله النظم والنثر وما رأت عيناي إنسانا جمع حسن الصورة مع لطف الأخلاق وكمال التواضع وغزارة الفضل وصيانة الدين والورع والنزاهة وحسن الخط وسرعة القلم والقدرة على الإنشاء نظما ونثرا وفصاحة اللسان وعذوبة الألفاظ والصدق والنبل والثقة غيره ولقد كان من أفراد الدهر ونوادر العصر كامل الصفات بعيد المثل قل أن تلد النساء مثله ولقد تأدبنا بأخلاقه واقتدينا بأفعاله وتعلمن من فوائده وفرائده واقتبسنا من علومه ما ينقش على الحناجر أنشدني لنفسه رحمه الله تعالى
شعر
تخير فدينك صدق الحديث … ولا تحسب الكذب أمرا يسيرا
فمن آثر الصدق في قوله … سيلقى سرورا ويرقى سريرا
ومن كان بالكذب مستهزأ … سيدعو ثبورا ويصلي سعيرا
سألت أبا بكر الفرغاني عن مولده فقال أخبرني والدي أنه يوم الاثنين الثاني والعشرين من رجب سنة إحدى وخمسين وخمس مائة بمرغينان وبلغنا أنه قتل شهيدا ببخارى صابرا محتسبا على يد الترك الكفرة حين استولوا على بخارى في ذي الحجة سنة ست عشرة وست مائة تغمده الله برضوانه وأسكنه فسيح جنانه ويأتي ولده عبد الجليل
٧٣٩ - عبد الله بن علي بن عثمان الماردبني قاضي القضاة الملقب جمال الدين تولى