فائدة جليلة من الفتاوى الصيرفية وذكر في المحيط والذخيرة هكذا في تاتارخانيه
فصل في بيان آداب الصلاة على الصحابة عند ذكر الصحابة لا يقال رحمهم الله ولكن يقال رضي الله عنهم لأن في ذكر الرحمة نوع ظن بتقصيرهم فإن أحدا لا يستحق الرحمة إلا اتيان ما يلام عليه والغفران عن توهم العصيان ونحن أمرنا بتوقيرهم وتعظيمهم وفي عمدة الأبرار فان قيل هل يجوز قول رضي الله عنه للسلف من المشايخ والعلماء قلنا ذكر في كثير من الكتب مثل التقويم والبزدوي والسرخسي والهداية والبداية وجامع الفتاوى والفتاوى الظهيرية والتجنيس والمزيد وعصمة الأنبياء للصاغري وغيرها بعد ذكر الأساتذة أو بعد ذكر نفسه رضى الله فلو لم يجز الدعاء بهذا اللفظ ما ذكروا في كتبهم وهكذا جرت العادة بين أهل العلم عند ابتداء السبق بهذا الدعاء حيث يقولون رضى الله عنك وعن والديك إلى آخره ولم ينكر أحد منهم بل استحبوا واستحسنوا الدعاء بهذا اللفظ ويعلمون ذلك لتلامذتهم فعليه عمل الأمة وذلك لقوله عز وجل {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه} ففي الآية ذكر عامة المؤمنين بهذا من الصحابة وغيرهم ولو خصص في بعض النسخ الدعاء في هذا اللفظ للصحابة رضوان الله عليهم لا يلزم أن لا يدعو لغيرهم بهذا الدعاء إلا أن يوجد نص أو رواية صريحة بأنه لا يجوز الدعاء بهذا اللفظ لغير الصحابة رضوان الله عليهم ما لم يوجد فلا تسمع لأن تخصيص الشئ بالذكر