ابن الحسين الزينبي في عيد الأضحى من سنة ثلاث وأربعين فولى أبو الحسن هذا قاضي القضاة في يوم الاثنين منتصف ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وخلع عليه بالديوان وشافهه بالولاية نقيب النقباء طلحة بن علي الزينبي وكان يومئذ نائبا في الوزارة للإمام المقتفي لأمر الله وقرئ عهده بجوامع بغداد وعمره إذ ذلك ثلاثون سنة ولم يزل على قضاء القضاة إلى أن توفي الإمام المقتفي لأمر الله وولي الخلافة بعد المستنجد بالله فأقره على القضاء ثم عزله في يوم الثلاثاء الرابع عشر من جمادي الآخر من سنة خمس وخمسين وخمس مائة فكانت مدة ولايته إحدى عشرة سنة وستة أشهر فلزم منزله بنهر القلايين متعلقا على الإشتفال بالعلم وكان يقول أنا على الولاية وكل القضاة نوابي لأن القاضي إذا لم يظهر فسقه لم يجز عزله فبقى على ذلك مدة ولاية الإمام المستنجد بالله وقطعه من ولاية المستضئ بأمر الله ابن الإمام المستنجد بالله ثم أعاده إلى ولاية قضاء القضاة بولاية جديدة وخلع عليه في يوم الأحد لثلاثة عشر ليلة خلت من ربيع الأول سنة سبعين وخمس مائة فبقى على قضاء القضاة إلى أن توفى الإمام المستضيئ بأمر الله وولي الخلافة بعد الإمام الناصر لدين الله فأقره على ولايته إلى حين وفاته وكان شيخا مهيبا وقورا جميلا فاضلا عالما بخبر السير صامتا كامل العقل عفيفا نزها جميل السيرة محمود الأفعال حسن المعرفة بالقضاء والأحكام كريم الأخلاق سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله ابن الحصين والأنماطي وغيرهما وحدث باليسير قال ابن النجار وقد أدركت أيامه حدثني عنه أحمد بن البندنيجي بلغني عن جماعة من أهل العلم أن بعض الأكابر حكى أنه حضر لعيادة قاضي القضاة الزينبي في مرضه الذي مات فيه فحضر القاضي أبو الحسن هذا لعيادته فلما أنصرف أتبعه الزينبي نظره ثم قال