للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا سمع قارئا يقرأ فاضت دموعه وبقي سبع عشرة سنة يقوم الليل ولا يضع جنبه على الأرض وحج وهو شاب قال الهمداني وحكي أبو منصور أحمد بن محمد بن الصباغ إنه ورد إلى بغداد في رسالة من السلطان طغرل بك سنة نيف وأربعين وأربع مائة وناظر أبا نصر عبد السيد بن محمد بن الصباغ لم يناظر غيره ولم يقصد بعد طغرل بك سلطانا ولزم السكوت حتى قالوا ربما كان يفصل بين الخصوم بالأيمان بعض الأوقات وصلى الصبح في يوم من سنة ست وستين وأربع مائة في مجلسه بأصبهان فأتته امرأة من جيرانه معروفة بالصلاح والدين فقالت بينما أنا نايمة وقت السحر رأيت كأني في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم رجل فأذن في مسجده وأقام وأصطف الناس وراءه فقيل له أما تكبر تكبيرة الإحرام فقال لا أكبر حتى يحضر أبو الحسن الخطيبي فلما سمع ذلك نهض عن سجادته ومشى حافيا من موضعه وخرج عن أصبهان وتوجه إلى قرية الضبرى وهو على سمت العراق فبلغ ذلك أبا عبد الله بن الفضل بن محمود رئيس أصبهان وجماعة الوجوه فلحقوه وسألوه أن يلبس مداسا فلم يفعل حتى وصل القرية وقد أثر التعب فيه قال وسمعت قاضي القضاة أبا الحسن علي بن محمد الدامغاني يحكي قريبا من هذا وإن نظام الملك أبا علي وشرف الملك أبا سعد المستوفي وكمال الملك أبا الرضاء الظفراني بلغهم إنه قد أحرم بالحج وليس معه دينار واحدا فأنفذ إليه كل واحد بمال جزيل قال ابن الهمداني فحدثني أبو محمد أحمد العدل أحد شيوخ البصرة بها في داره ثم قال نزل علي في داري هذه وكان نائما في ذلك البيت وأشار إليه فقال جماعة حضروني يحتاج هذا القاضي إلى الاستظهار في طريقه ولا يخرج حتى يستصحب من الخفراء من يوثق به فسمعهم وهو في هومه فنهض عن مرقده وقال يقضون على مدبر

<<  <  ج: ص:  >  >>