للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انتهت رياسة العلم ببغداد ولما مات خلفه ابنه أبو بكر محمد الإمام المشهور في حلقته وكان فقيها أديبا شاعرا وكان يناظر أبا العباس بن سريج قال له يوما أبلعني ريقي قال له العباس أبلعتك دجلة وقال له يوما أمهلني ساعة فقال أمهلتك من الساعة إلى أن تقوم الساعة وقال له يوما أنا أكلمك من الرجل وتجيبني من الرأس فقال له أبو العباس هكذا البقر إذا حفيت أظلافها ذهبت قرونها ولما جلس في مكان أبيه استصغروه وقدموا إليه من سأله عن حد السكر فقال إذا عرفت عنه الهموم وباح بسره المكتوم فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم قال الشيخ أبو إسحاق سمعت شيخنا القاضي أبا الطيب قال كنت جالسا عند أبي بكر محمد بن داود فجاءته أمرأة فقالت ما تقول في رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها قال أبو بكر اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون تؤمر بالصبر والاحتساب وتبحث عن التطلب والاكتساب وقال قائلون يؤمر بالانفاق ولا يحمل على الطلاق فلم تفهم المرأة قوله وأعادت مسئلتها فقال لها يا هذه المرأة قد أجبتك عن مسئلتك وأرشدتك إلى طلبك ولست بسلطان فامضي ولا قاض فاقضي ولا زوج فأرضي فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه مات سنة سبع وتسعين ومائتين وله اثنتان وأربعون سنة وله أصحاب ينتحلون مذهبه خلفا عن سلف إلى يومنا هذا

• فائدة: أئمة الحديث الستة أصحاب الكتب المعتمدة البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة البخاري هو محمد بن إسماعيل ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ومات ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين ومسلم مات بنيسابور لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين وهو ابن خمس وخمسين وأبو داود

<<  <  ج: ص:  >  >>