للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبل أن نشرع في تحليل منهجي لكتاب الإسلام، نذكر بالظروف التي أنزل فيها والمراحل التي مر بها حتى وصل إلى أيدينا وسوف نسبق ذلك ببعض النقاط‍ التاريخية المتعلقة بحياة الرسول صلّى الله عليه وسلم نظرا لارتباطها الوثيق بتاريخ القرآن.

وأيا كان الاعتقاد في منشأ القرآن - قدسيا كان أم بشريا - فمن الثابت تاريخيا أنه يرجع إلى محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلم. فإما أنه استقاه من أعماق نفسه ومن معارف بيئته كما يقول الكافرون، أو أنه تلقاه حرفيا بإملاء رسول سماوي وسيط‍ بينه وبين الله كما يؤكد ذلك القرآن أكثر من مرة:

{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} (١) {قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ} (٢).

وبما أن علمنا المحدود لا يستطيع أن يصعد إلى هذا المصدر البعيد عن الطاقة البشرية، فإننا على أي حال تلقيناه من محمد صلّى الله عليه وسلم في النهاية سواءا أكان مؤلفه الحقيقى أو مبلغه الوحيد إلى البشرية جمعاء.


(١) الشعراء: ١٩٣.
(٢) البقرة: ٩٧.

<<  <   >  >>