للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خاتمة]

[نتيجة البحث السلبية عن مصادر طبيعية]

لقد بحثنا - مسترشدين بالوقائع التاريخية - افتراض وجود مصدر بشرى لتعاليم القرآن. فتتبعنا مؤسس الإسلام في مراحل حياته المزدوجة: الحياة العادية وحياة الرسالة، في مسقط‍ رأسه أو في موطنه الأخير، في رحلاته وفي اتصالاته، وتعرضنا لقدرته على القراءة ولمدى توفر الوثائق تحت يده.

فجميع سبل البحث التي وقعت تحت أيدينا وناقشناها ثبت ضعفها وعدم قدرتها على تقديم أي احتمال لطريق طبيعي أتاح له فرصة الاتصال بالحقائق المقدسة. ورغم الجهد الذهني الذي نبذله لتضخيم معلوماته السمعية ومعارف بيئته، فإنه يتعذر علينا اعتبارها تفسيرا كافيا لهذا البناء الشامخ من العلوم الواسعة والمفصلة التي يقدمها لنا القرآن الكريم في مجال الدين والتاريخ والأخلاق والقانون والكون ... الخ.

الوحي نقطة تحول في علم الرسول صلّى الله عليه وسلم لا في خلقه:

وفي مواجهة ذلك يطلعنا القرآن الكريم على تحول ضخم في حياة الرسول صلّى الله عليه وسلم بنزول الوحي عليه. إذ تحول من رجل عادي إلى رسول ونبي. إنهما حياتان مختلفتان تمام الاختلاف (١). فكل ما يمكننا معرفته عن حياته قبل البعثة ينحصر في خط‍ أساسي، وهو أنه كان على درجة ممتازة من الأخلاق (٢). فلقد عرف في شبابه بين مواطنيه باسم «الأمين» كما يحدثنا مؤرخوه.


(١) قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ [يونس: ١٦].
(٢) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: ٤].

<<  <   >  >>