وفي هذه النقطة يؤكد لنا الكاتب الأمريكى أو بتون سنكلير المعروف ببحوثه المنهجية عن التلباثي (أو الاستشفاف) - بأن من بين ٢٩٠ حالة اختبرها مع زوجته حققت منها ٢٣ حالة نجاحا كاملا، و ٥٣ حالة نجاحا جزئيا (واردة بكتاب «الله» للعقاد ص ٣٨ وأخيرا فإن هذه الظواهر من حيث مداها - سواء كان هدفها الفرد أو عصر محدد - ونظرا لأنها تنبؤات إنسانية فإن مجالها من حيث التطبيق متواضع جدا ولا يمكن أن يصل مطلقا إلى حد الخلود. أما ما نحن بصدده من تنبؤات القرآن فإننا نجد فيه حقائق قاطعة مقدمة بنفس قوة الوعد الإلهي وتتعلق بوقائع من كل نوع بعضها يتحقق بطريقة أبدية والآخر في تاريخ محدد وغيرها يستبعد نهائيا وفي كل حالة تتحقق هذه الوقائع كما هو مرسوم بكل دقة. ولكن موقفنا الحقيقي هنا لا يقصد منه التدليل لصالح القرآن بقدر ما هو دحض للنظرية المعارضة بحجة اللامعقول. فإذا كان الوحي من نتائج خيال متحمس فينبغي أن نجد على الأقل نموذجا واحدا في القرآن يتمثل فيه الفارق الكبير بين القول وبين الحقيقة الواقعة. (١) قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء: ٨٥].