للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حلف الفضول]

ومثل هذه الخصال تنبيء عن صاحبها في المجتمع فنراه وهو في ريعان شبابه يدعى لمجالسة رؤساء القبائل الموقرين في حلف الفضول (١). وبقدر ما كان زواجه في سن الخامسة والعشرين فرصة لرفع مستواه المادي فقد كشف أيضا عن صفات حميدة أخرى.

[رحلته الثانية]

فقد كلفته خديجة الأرملة الثرية الشريفة النبيلة وهي في الحلقة الرابعة من عمرها بمهمة تجارية إلى الشام فأنجزها بذكاء ونزاهة مما أكد عندها أحقيته باسم الأمين.

[زواجه من خديجة]

ورغم الفارق المادي الشاسع بينهما فقد فاتحته في أمر الزواج الذي قبله رغم تباين السن، وظلت بعد ذلك زوجته الوحيدة طوال ربع قرن لم يفرق بينهما سوى الموت. وظل الوفاء لذكراها يثير غيرة زوجاته فيما بعد.

أولاد الرسول صلّى الله عليه وسلم:

لقد كان زواجهما من أوفق الزيجات وأثمرها فقد أنجبت له ولدين هما القاسم وعبد الله اللذين توفيا في سن الطفولة (٢) وأربعة بنات اعتنقن الإسلام هن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.

وستكون الأخيرة زوجة علي بن أبي طالب (رابع الخلفاء الراشدين) وتزوجت الاثنتان السابقتان على التوالي عثمان بن عفان (ثالث الخلفاء الراشدين). أما زينب فقد تزوجت قبل الإسلام بابن عمها أبي العاص الذي اعتنق الإسلام فيما


(١) كلمه فضول معناها: «التوسط‍ للمساعي الحميدة». وكان هذا الحلف المكي يستهدف مساندة الضعفاء ورد الظلم عن المظلومين وإقرار السلام بين القبائل والتصدي لمن يحاول العبث به ..
(٢) ولقد رزق الرسول صلّى الله عليه وسلم فيما بعد بالمدينة بولد هو ابراهيم بن مريم القبطية الذي مات أيضا قبل وفاة أبيه بشهور (أنظر محمود باشا الفلكي، الكتاب السابق ص ٧).

<<  <   >  >>