(٢) وخلط تاريخي آخر مع فاصل زمني أكبر يستحق الذكر هنا عن الدور المزعوم لسلمان الفارسي ومريم القبطية كمعلمين لمحمد عن الديانة الزرادشتية والديانة المسيحية. والواقع أن إسلام سلمان كان بعد الهجرة بقليل وكان لا يزال يعاني من وطأة الرق مدة أربع سنوات وهو في خدمة سيد يهودي مستبد ولم يتمكن من مصاحبة الرسول صلّى الله عليه وسلم إلا في معركة الخندق في العام الخامس الهجري (سيرة ابن هشام المجلد الأول ص ١٤١ - ١٤٢) أما مريم المصرية فقد وصلت بعد هذا التاريخ في العام السابع الهجري. هل هناك ضرورة لأن نذكر أنه إذا كان القرآن مرتبطا بالتوراة كأنهما أعضاء أسرة واحدة فإنه يوجد انفصال بين دعوته وبين مباديء «أفستا». (٣) الترمذي كتاب صفات القيامة باب ٤٠. (٤) وهو ما تركزت عليه جهود الدكتور س. تسدال في كتابه باللغة الانجليزية عن «مصادر القرآن» إلا أنه وهو يحاول أن يثبت أن القرآن يرتبط بالأساطير التاريخية أكثر من ارتباطه بالحقائق التاريخية (ص ٦١ - ٦٢) أغفل هذا المؤلف عن عمد ذكر أي تشابه بين القرآن وبين العهد القديم والعهد الجديد، منذ خلق الكون حتى نهايته، وينهمك بصفة خاصة في الكشف عن ارتباط بعض التفاصيل في القرآن بما ورد في التلمود والآثار اليهودية والمسيحية البعيدة عن التوراة والانجيل.