للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القلوب والجمع بينها. يقول الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم: «لتسوون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم» (١) فالإسلام ليس دينا فحسب، وإنما هو أخوة في الله (٢).

والمسلمون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى إليه سائر الأعضاء بالسهر والحمى. فالواجبان الأساسيان اللذان يعتبرهما المسلمون واجبين توأمين، يترتب على التخلف عنهما النبذ والعقاب، هما الصلاة والزكاة. إنهما ينهضان كدليل بليغ عن روح التضامن في الإسلام.

أما المبدأ الثاني: وهو على جانب كبير من الأهمية من الناحية الأخلاقية فهو التزام جميع المسلمين بألا يتركوا المنكر يسود في مجتمعهم (٣)، وضرورة أن يتواصوا بالحق والفضيلة (٤) إنه ليس حق، ولكنه واجب كل مسلم صغيرا أو كبيرا. أن يدعوا أخاه المسلم إلى ما هو حق وعدل وأن ينهاه عن كل سوء. ويجب ألا يقل اهتمامه بسعادته الأخروية، عن اهتمامه بسعادته المادية. إن علينا جميعا أن نتعاون في نشر الفضيلة والتقوى بيننا (٥) ودليل القيمة التي يراها القرآن في وضع هذا التضامن موضع التنفيذ العملي، أن جعله المقياس الذي على أساسه سمى جماعة المسلمين الأولى بخير أمة أخرجت للناس (٦).

[٥ - الفضيلة في المعاملات الدولية وبين الأديان]

نضيف إلى كل ما تقدم فصلا آخر في الأخلاق الإسلامية جديدا كل الجدة.


(١) صحيح البخاري عن النعمان بن بشير كتاب الأذان تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها ج ٢ ص ٣٤٨، وصحيح مسلم كتاب الصلاة باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول ج ٢ ص ٣١.
(٢) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات: ١٠].
(٣) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال: ٢٥].
(٤) وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: ٣] وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد: ١٧].
(٥) وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى [المائدة: ٢].
(٦) كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران: ١١٠].

<<  <   >  >>