للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[لم توجد نسخة عند الرسول صلى الله عليه وسلم]

ومن الجلي أن هذه المخطوطات على هيئتها البدائية، لم تكن تمثل مجموعة متجانسة ومنظمة ومرقمة. وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده شيء مكتوب فلم يكن عند الأفراد في هذه الحقبة نسخة واحدة كاملة من القرآن.

[عند بعض الأفراد أوراق متفرقة]

وإنما كانت المخطوطات متفرقة ومبعثرة بين المؤمنين ولم تأخذ شكلها النهائي في صدورهم إلا قرب نهاية حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولقد لوحظ‍ منذ وقت مبكر أن مجموعات الآيات المنزلة لم تكن لتبقى منعزلة بعضها عن بعض، ولا أن تتوالى في ترتيب زمني بعضها تلو الأخرى حسب نزول الوحي.

[بقاء بعض السور غير تامة]

فقد كانت مجموعات كثيرة منها تتزايد بمعزل عن مجموعات أخرى وتكون تدريجيا وحدات مستقلة بعد أن تنضم إليهاآيات أخرى نزلت بعدها؛ وأن بعضها كانت تضاف هنا، والأخرى تتداخل مع غيرها هناك، بحسب أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصريح الذي كان يتلقاه بدوره من الروح القدس.

[كل جزء منزل كان له مكانه في التلاوة]

وحتى تتاح الفرصة لسور القرآن لكي يتم بناؤها تدريجيا، كان ينبغي الانتظار إلى أن يكتمل الوحي كله لإخراج القرآن في شكل وحدة كاملة. إلا أن غياب هذا التتابع بين الآيات المكتوبة في هذه المرحلة لم يحل بين المؤمنين وبين المعرفة الشفوية لموضع كل آية (١) جديدة من كل سورة على وجه التحديد، وفي كل مرحلة من مراحل نزول الوحي. وكذلك كان الأمر بالنسبة للصلاة والتعاليم والوعظ‍ والقراءات الأخرى.


(١) قد تستثنى الآية الأخيرة من سورة النساء من هذه القاعدة لأنهانزلت قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بوقت قصير بحيث لم يتمكن الصحابة من الاستعلام منه عن المكان الذي كان ينبغي وضعها فيه، فأضافوها في نهاية السورة التي تبحث نفس الموضوع ..

<<  <   >  >>