للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سورتا الفيل وقريش، وأيضا سورتا الأنفال والتوبة. أما من ينسب إلينا الإعتقاد في أن القرآن أكثر من هذا فهو كاذب» (١).

[شهادة الغربيين عن صحة القرآن في عصور الإسلام كلها]

وبناء على ذلك أكد لوبلوا (٢): «أن القرآن هو اليوم الكتاب الرباني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر». وكان «و. موير» قد أعلن ذلك قبله إذ قال: «إن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف. ولقد حفظ‍ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر بل نستطيع أن نقول إنه لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الإسلامية الواسعة ... فلم يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة، وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع حتى اليوم يعد أكبر حجة ودليل على صحة النص المنزل الموجود معنا والذي يرجع إلى الخليفة المنكوب (٣) عثمان الذي مات مقتولا».

[تصحيح]

وهذا الحكم الذي يمتاز بنزاهة تاريخية لا مثيل لها يحتاج إلى تصحيح من


(١) أنظر مقال لميرزا اسكندر كاظم بجريدة Journal Asiatique عدد ديسمبر ١٨٤٣ فالفرق الوحيد إذن هو في طريقة تقسيم السور وترقيمها وهذا الفرق أيضا لا يوجد إلا نظريا عند هؤلاء العلماء لأن نسخهم في الواقع لا تختلف عن نسخ أهل السنة في شيء. وإذا كان هناك بعض الأولياء المتزمتين الذين يحلو لهم أن يوردوا بعض الكلمات التي يظن أن عثمان قد اسقطها من مصحفه فإنهم لا يسمحون لأنفسهم بإضافتها إلى مصحفهم، لأن إمامهم لم يعتمدها. ونفس الشيء ينطبق من باب أولى على «سورة النورين» الموضوعة والتي نشرها جارسين دي تاسي تحت عنوان «سورة مجهولة من القرآن» والتي هاجمها ميرزا اسكندر كاظم. فقد أثبت هذا العالم الجليل أن السورة المزعومة لا يوجد لها أثر في مصحف الشيعة، فضلا عن أنه لم يرد ذكرها في مؤلفاتهم الخاصة بمجادلاتهم التقليدية بل إن عنوانها «النورين» الذي يشير إلى محمد وعلى لم يظهر لأول مرة عند الشيعة إلا في القرن السابع الهجري طبقا لما جاء عند الطوسي. وتكفي قراءة هذه المقطوعة التي لا تعدو أن تكون تراكما ركيكا من العبارات والكلمات المسروقة من القرآن لنتبين التعارض الشديد بينها وبين أناقة الأسلوب القرآني وتناسقه. أنظر أيضا نولدكه.
الفصل الثاني ص ١٠٧ - ١١٢.
(٢) لوبلوا المرجع السابق.
(٣) عن كتاب The Life of Mahomet تأليف W.Muir الوارد بكتاب «محمد والقرآن» تأليف B-St، Hilaire ص ٣٣ Mahomet et le Koran

<<  <   >  >>