للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأقوال أئمة السلف متضافرة على: أنَّ سبب غضب الله على اليهود أنَّهم لم يعملوا بعلمهم، ذلك لأنهم خير من عرف الحق وخالفه وكتمه وأنكره وجحده، وكذلك لأنهم قوم بهتان ووزر وكذب وغدر وخيانة وكبر وحقد وحسد وشقاق وعناد ونفاق، وهم قتلة الأنبياء وأهل معادات الأولياء، وهم أسباب إثارة الفتن والقلاقل والحروب بين الشعوب، وهم أكلة الربا وأكلة أمْوال النَّاس بالباطل؛ وأنَّهم لا يتناهَون عن منكر فعلوه، وهم أهل الحيل والمكر والخديعة والغش، وهم نقضة العُهُود والمواثيق؛ وهم خير من يحرف الكلم عن مواضعه، وهم قوم قساة القلوب غلاظ الأكباد منزوعو الرحمة، وهم أجبن الخلق وأخسهم وأرذلهم وأحرصهم على حياة، والمتأمل في واقع البشرية الآن يرى أن كل شر وفساد وبلية وراءها اليهود، من بث الشر ونشر الفساد بكل صوره؛ ومخططاتهم العالمية في تفشي المنكرات ونشر الإباحية وإشاعة الفاحشة وتجارة الرَّذيلة، ومحاربة الشعوب بالمخدرات والمسكرات لا تخفى، ولذا يسيطرون على وسائل الإعلام المختلفة لنشر الفساد بكل صوره وأشكاله، ولحبهم الدنيا ولحبهم البقاء فيها يسيطرون على منابع المال ومصادره ومصارفه ويتحكمون في الاقتصاد العالمي، وكذلك رسالتهم العالمية في نشر الكفر والإلحاد وتحريف الأديان كما حرفوا دينهم، ومحاولاتهم البائسة اليائسة تشويه الصورة الناصعة للإسلام والمسلِمين ومجدهم التليد وتاريخهم المجيد لا تخفى، ونشر الشبهات حول دينهم ليفسدوا عقائدهم، وتشكيكهم في ثوابت دينهم وأصوله، والطعن في الدين بكل خديعة ودسيسة يستطيعونها فهم أهل للإفساد في الأرْض كما وصفهم ربنا في محكم كتابه بقوله سبحانه: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٦٤)} [المائدة] فلذلك استحقوا الغضب والوصف به.

وأما النصارى: فقد أضلهم الله لأنّهم عبدوا الله على جهالة، واتبعوا أهواءهم


=الحديث) حسن، وقول عدي بن حاتم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال» فذكر الحديث بطوله. صحيح. تخريج الطحاوية (٨١١).

<<  <   >  >>