(٢) لا شك أن سيدنا علياً - رضي الله عنه - كان سيأخذ بالقصاص من قتلة عثمان بعد أن يستتب الأمر وتهدأ الفتنة، فقد اقتص ممن قتل عبدَ الله بن خباب وزوجتَه من الخوارج، وعثمان - رضي الله عنه - ليس أقل عنده منهما. انظر: الكامل لابن الأثير: ٣/ ٨٥. تاريخ الطبري: ٢/ ٧٠٢ - ٧٠٣ و: ٣/ ١١٩، ١٢٠. البداية والنهاية لابن كثير: ٧/ ٢٥٥. البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: ٥/ ٤٢٣. المنية والأمل لابن المرتضى: ص ٩٢. الفصل في الملل لابن حزم: ٤/ ١٢٦. حاشية العدوي على كفاية الطالب: ١/ ١٣٠. وهذا هو رأي الإمامية: حيث قالوا: " ولو أتلف الباغي على العادل مالاً أو نفساً في حال الحرب ضمنه ". انظر: شرائع الإسلام للحلي: ١/ ٣٠٩. (٣) صفين لنصر بن مزاحم: ص ٨٢. وقد ورد ما يدل على أن هذا ما كان قد شاع بين بعض الصحابة وليس فقط عند معاوية - رضي الله عنه -؛ انظر: المستدرك على الصحيحين: ٣/ ١١٤ رقم (٤٥٦٧): جاء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى زيد بن أرقم - رضي الله عنه - يعوده وعنده قوم فقال علي - رضي الله عنه -: اسكنوا أو اسكتوا فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم. فقال زيد - رضي الله عنه -: أنشدك الله أنت قتلت عثمان - رضي الله عنه -؟ فأطرق علي - رضي الله عنه - ساعة ثم قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما قتلته ولا أمرت بقتله. وانظر: نهاية المحتاج للرملي: ٧/ ٤٠٣ حيث أشار إلى تبرأ علي - رضي الله عنه - من قتل عثمان. تاريخ الطبري: ٣/ ٣٧ عندما قال طلحة - رضي الله عنه - لعلي - رضي الله عنه - قبل بدء القتال في وقعة الجمل: ألَّبتَ الناسَ على عثمان - رضي الله عنه -، فقال علي - رضي الله عنه -: يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين، يا طلحة تطلب بدم عثمان - رضي الله عنه - فلعن الله قتلة عثمان - رضي الله عنه -. وانظر أيضاً تاريخ الطبري: ٢/ ٧٠٤ حيث اتهم عليٌ - رضي الله عنه - بدوره طلحةَ - رضي الله عنه - والزبيرَ - رضي الله عنه - بقتل عثمان - رضي الله عنه -، أي بشكل غير مباشر، ويبدو أن الزبير - رضي الله عنه - كان أيضاً من الطامعين بالخلافة ومنذ وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد تأخر عن مبايعة أبي بكر - رضي الله عنه - قليلاً، وكان الناس يعلمون أهليته للخلافة ويتوقعونها له بعد عثمان - رضي الله عنه - كما حصل من عثمان - رضي الله عنه - في عام الرعاف. انظر مسند أحمد: ١/ ٥٠٤ رقم (٤٥٥) من مسند عثمان ابن عفان بلفظ: «أصاب عثمان رعاف سنة الرعاف حتى تخلف عن الحج وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش فقال: استخلف. قال: وقالوه؟ قال: نعم قال: من هو؟ قال: فسكت، قال: ثم دخل عليه رجل آخر فقال له مثل ما قال الأول، ورد عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان: قالوا الزبير؟ قال: نعم. قال: أما والذي نفسي بيده إن كان لخيرهم ما علمت، وأحبهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -».