للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د- وقال الزيدية في إبطال النص: «ومن أوضح دليل على إبطال ما يدعون من النص على اثني عشر إماماً اختلافهم عند موت كل إمام في القائم بعده» (١).

وقد استدل القائلون بالنص على الإمام علي - رضي الله عنه - بأدلة منها:

أ- قوله - صلى الله عليه وسلم - حينما دعا أقرباءه الأدنين وعشيرته الأقربين فقال: «هذا أخي ووصيي وخليفتي فاسمعوا له وأطيعوا» وهو يومئذ صبي لم يبلغ الحلم (٢).

ب- وأخذ له البيعة بإمرة المؤمنين يوم غدير خم: «ألا من كنت مولاه فهذا (علي) مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأَدِر الحق معه كيفما دار» (٣).


(١) المنية والأمل لابن المرتضى: ص ١٠٣.
(٢) رواه الطبري في تاريخه: ١/ ٥٤٢ - ٥٤٣ بلفظ: إن هذا أخي ووصيي فاسمعوا له وأطيعوا. بسند فيه عبد الغفار بن القاسم. ورواه ابن كثير في تفسيره: ٦/ ١٧٠ ناقلاً عن الطبري ثم قال: تفرَّد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم بن أبي مريم، وهو متروك كذَّاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعَّفه الأئمَّة وذكر الطبري طريقاً أخرى للحديث في تاريخه: ١/ ٥٤٣ قال حدثنى زكريا بن يحيى الضرير قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن رجلاً قال لعلي - رضي الله عنه -: يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمك؟. زكريا بن يحيى الضرير قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ٣٠٣): لم أعرفه.
(٣) رواه الترمذي في سننه: ٥/ ٦٣٣ كتاب المناقب، باب مناقب علي رقم (٣٧١٧) وقال: حسن غريب. وابن ماجه في سننه: ١/ ٤٣ كتاب المقدمة، باب فضل علي رقم (١١٦) عن البراء بن عازب. وأحمد في مسنده: ٣٢/ ٥٥ - ٥٦ رقم (١٩٣٠٢) عن علي وزيد بن أرقم قال محقق الكتاب: إسناده صحيح ورجاله ثقات. مسند البزار: ٢/ ١٣٣ رقم ٤٩٢ عن علي. وقال في مجمع الزوائد ٩/ ١٠٤: «رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات والبزار وفيه ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات». والحاكم في مستدركه: ٣/ ١١٨ رقم (٤٥٧٦) عن زيد بن أرقم وقال: صحيح على شرطهما، وسكت عنه الذهبي في التلخيص، ورقم (٤٥٧٧) وفيه محمد بن سلمة، قال الذهبي: لم يخرجا لمحمد بن سلمة بن كهيل وقد وهاه السعدي. وقد أفاض محمد باقر الحكيم في الكلام عن هذا الحديث. انظر كتابه (حوارات) على الإنترنت. وقال الجرجاني في إطار رده على الشيعة استدلالهم بهذا الحديث على النص على علي - رضي الله عنه -: «هذا الحديث قد طعن بعضهم فيه كابن أبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي وغيرهما من أئمة الحديث، وإن سلم أن هذا الحديث صحيح فرواته أي أكثرهم لم يرووا مقدمة الحديث وهي «ألست أولى بكم من أنفسكم» فلا يمكن أن يتمسك بها في أن المولى بمعنى الأولى، والاستعمال أيضا يدل على أن المولى ليس بمعنى الأول لجواز أن يقال هو أولى من كذا دون مولى من كذا، والمراد بالمولى هو الناصر، وإن سلم أن المولى بمعنى الأولى فأين الدليل على أن المراد الأولى بالتصرف والتدبير بل يجوز أن يراد الأولى في أمر من الأمور كما قال الله تعالى: {إِن أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} آل عمران/٦٨، وأراد الأولوية في الاتباع والاختصاص به والقرب منه لا في التصرف فيه». شرح المواقف للجرجاني: ٨/ ٣٦١ - ٣٦٢.

<<  <   >  >>