للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبغوي (١) والمناوي (٢) وابن الجوزي (٣).

ج) القسم الثالث: يقول: إنَّ الأنبياء كلهم خلفاء الله - عز وجل - في أرضه، قياساً على آدم وداود عليهما السلام ولأنَّهم يشكِّلون الصورة المثلى للخلافة مثلهما، فهم صفوة الخلق وحجة الحق، وهو قول البيضاوي والسُدِّي وابن عطيَّة، وليس هذا الاستخلاف للأنبياء لحاجةٍ به تعالى إلى من ينوب عنه، بل لقصور المستخلَف عليهم عن قَبول فيضه وتلقي أمره بغير توسُّط (٤).

د) القسم الرابع: وسَّع أصحابُه المرادَ بخلافة الله لتشمل آدم - صلى الله عليه وسلم - والصالحين من ذريته فقط دون المفسدين، وأمَّا المفسدون فليسوا خلفاء عن الله تعالى، وهو قول ابن عباس وابن مسعود وناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥).

ويُؤيِّد هذا المعنى الذي قاله هؤلاء، الحديثُ الذي يرويه الحسن البصريُّ عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه» (٦). والحديث المروي في مهدي آخر الزمان الذي جاء فيه: «فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حَبْواً على الثَّلج فإنَّه خليفة الله المهدي» (٧).


(١) شرح السنة للبغوي: ١٤/ ٧٥. وقد نقل القلقشندي قولَ البغوي هذا في مآثر الإنافة: ١/ ١٥، وفي صبح الأعشى: ٥/ ٤١٨. وانظر ترجمة البغوي في فهرس التراجم: رقم (٣٧).
(٢) فيض القدير للمناوي: ٣/ ٥٠٨، رغم أنه وصف الإنسانَ بأنه خليفة الله في أرضه في أكثر من موضع في كتابه هذا! انظر: ٤/ ٢١١، ٥/ ٣٠٥، ٥/ ٣٢٩، ٥/ ٣٤٢.
(٣) زاد المسير لابن الجوزي: ١/ ٦٠ و: ٧/ ١٢٤.
(٤) تفسير البيضاوي: ١/ ٢٨٠ عند قوله تعالى: «إني جاعل في الأرض خليفة». تفسير أبي السعود: ١/ ٨١. روح المعاني للآلوسي: ٢٣/ ١٨٦. تفسير الثعالبي: ٤/ ٣٦ حيث وَصَفَ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بخليفة الله في أرضه. تفسير النسفي: ١/ ٣٦.
(٥) ذكر ذلك الطبري في تفسيره: ١/ ٢٠٠. وهو رأي الزرقاني في مناهل العرفان: ٢/ ٣٤٢. وتفسير الثعالبي: ١/ ٥٢ وقال: هو الصواب. تفسير البيضاوي: ١/ ٢٨١. تفسير ابن كثير: ١/ ٢١٦.
(٦) رواه الطبري في تفسيره: ٢٤/ ١١٨ عند قوله تعالى: «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً». ونقله ابن كثير في تفسيره ٧/ ١٨٠ من قول الحسن البصري في تفسير هذه الآية. والصنعاني في تفسيره: ٣/ ١٨٧. والنسفي في تفسيره: ١/ ١٧١. وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي: ٥/ ٤٨٤ حرف الكاف (كادح) رقم (٦٩٣٣) عن عبادة. ولسان الميزان لابن حجر: ٤/ ٤٨٠ حرف الكاف (من اسمه كادح) رقم (١٥١٧). الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي: ٦/ ٨٤ رقم (١٦١٦). الفتن لنعيم بن حماد: ١/ ١٠٣ رقم (٢٤٥).
(٧) رواه ابن ماجه: ٢/ ١٣٦٧ كتاب الفتن، باب خروج المهدي رقم (٤٠٨٤) عن ثوبان. وقال ابن خلدون في مقدمته ص ٣٢٠: «أخرجه ابن ماجه ورجاله رجال الصحيحين إلا إن فيه أبا قلابة الجرمي وذكر الذهبي = = وغيره أنه مدلِّس، وفيه سفيان الثوري وهو مشهور بالتدليس، وكل واحد منهما عنعن ولم يُصرِّح بالسماع فلا يُقبل، وفيه عبد الرزاق بن همام وكان مشهوراً بالتشيع وعَمِيَ في آخر وقته فخلط» اهـ. ومصباح الزجاجة للكنَّاني: ٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤ وقال: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. ورواه الحاكم في مستدركه: ٤/ ٥١٠ رقم (٨٤٣٢)، و: ٤/ ٥٤٧ رقم (٨٥٣١) عن ثوبان وقال فيهما: حديث صحيح على شرط الشيخين. ومسند الإمام أحمد: ٥/ ٢٧٧ رقم (٢٢٤٤١) عن ثوبان بلفظ: «إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي». قال محقق الكتاب: إسناده ضعيف. وانظر السنن الواردة في الفتن للداني: ٥/ ١٠٣٢ - ١٠٣٣ عن ثوبان رقم (٥٤٨). والعلل المتناهية لابن الجوزي: ٢/ ٨٦٠ رقم (١٤٤٥) عن ثوبان. والفتن لنعيم بن حماد: ١/ ٣١١ رقم (٨٩٦) عن حذيفة.

<<  <   >  >>