كتاب تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

المبحث الثالث: عمن تكون الخلافة؟ - الرأي الأول: القائل إن الخلافة عن الله تعالى - ص: 56

وقد استخدم كلمة (خليفة الله) بهذا المعنى بعض الصحابة، كحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - (١) وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - (٢)، وأبي بكرة (٣)، وبعض التابعين كسعيد بن جبير (٤) وعطاء بن أبي صيفي (٥)، كما وصف الغزالي (٦) المستظهرَ بالله بأنه خليفة الله (٧)، ووصف ابنُ تيمية رحمه الله عمرَ بن عبد العزيز بخليفة الله (٨).

ج) القسم الخامس: يقول قائلوه: كلُّ النَّاس خلفاء الله (٩)، قياساً على الأنبياء ولأنهم كُلِّفوا بالخلافة أيضاً، ويؤيده قوله - عز وجل -: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ}

---

(١) السنة للخلال: ٢/ ٣٣٥ رقم (٤٣٤) حيث سمى حذيفةُ عثمانَ ابن عفان خليفةَ الله، وقال الخلال: إسناده ضعيف. ولكن قال الهيتمي في مجمع الزوائد ٥/ ١٧٩: «رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات». انظر المعجم الأوسط للطبراني: ٦/ ٦٤ رقم (٥٨٠٤) عن حذيفة. وانظر ترجمته في فهرس التراجم رقم (٤٨/أ).
(٢) عندما وصف أبا بكر بخليفة الله. انظر: السنن المأثورة للشافعي: ص ٣٦٤ رقم (٤٨٤). والأم للشافعي: ١/ ١٩٠. وفضائل الصحابة لابن حنبل: ١/ ٤٣٩ رقم (٦٩٩). والمستدرك: ٣/ ٨٤ رقم (٤٤٦٨) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وانظر ترجمة عبد الله بن جعفر في فهرس التراجم رقم (٨٣).
(٣) البداية والنهاية لابن كثير: ٨/ ٢٤ - ٢٥. وانظر ترجمته في فهرس التراجم رقم (٢١/أ).
(٤) عندما وصف أبا بكر - رضي الله عنه -. انظر حلية الأولياء للأصبهاني: ٤/ ٢٩٤ - ٢٩٥. وانظر ترجمته في فهرس التراجم رقم (٦٥/أ).
(٥) صبح الأعشى للقلقشندي: ٩/ ٢٨٧. مروج الذهب للمسعودي: ١/ ٣٧٦. وانظر ترجمة عطاء بن أبي صيفي في فهرس التراجم رقم (٨٦).
(٦) انظر ترجمة الغزالي في فهرس التراجم رقم (٩٢).
(٧) فضائح الباطنية للغزالي: ص ١٦٩ الباب التاسع. وانظر ترجمة المستظهر بالله في فهرس التراجم رقم (١٠٧/أ).
(٨) مجموع فتاوى ابن تيمية: ٢٧/ ٩٣. السياسة الشرعية لابن تيمية: ص ٢٢. وانظر ترجمة عمر بن عبد العزيز في فهرس التراجم رقم (٨٨/أ).
(٩) تفسير النسفي: ١/ ٣٦.