للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العثمانَّي السلطان محمود الثاني بأنَّه خليفة الله، وبأنه ظلُّ الله في أرضه (١).

وجاء في البحر الرائق عند الحديث عن القَوَد، نَقْلٌ لقول ابن عباس: «العمْدُ قَوَدٌ لا مال فيه. ثم قال المؤلف معلِلاً: لأنَّ المال لا يصلح مُوجَبَاً، لعدم المماثلة بينه وبين الآدمي صورة ومعنى، إذ الآدمي خُلِق مُكرَّماً ليتحمل التكاليف ويشتغل بالطاعة، وليكون خليفة الله - عز وجل - في الأرض، والمال خُلِق لإقامة مصالحه ومبتذلاً له في حوائجه» (٢).

وممن قال بجواز أن يقال للأئمة خلفاء الله في أرضه الزَّجاجُ (٣) لقوله - عز وجل -: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} سورة ص/٢٦. ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «السُّلطان ظلُّ الله في أرضه يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر» (٤).


(١) حاشية ابن عابدين: ٤/ ١١٩ قبل كتاب الجهاد مباشرة. ولكنه يذكر في: ٥/ ٣٦٧ أنَّ في إطلاق اسم خليفة الله خلافاً.
(٢) البحر الرائق لابن نجيم: ٨/ ٣٣٠.
(٣) لسان العرب لابن منظور: ٩/ ٨٤ مادة خلف. وانظر ترجمة الزجاج في فهرس التراجم رقم (٦٣).
(٤) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: ٨/ ١٦٢ كتاب قتال أهل البغي، باب فضل الإمام العادل، بدون رقم عن أنس بن مالك بلفظ: «إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها، إنما السلطان ظل الله في الأرض، ورمحه في الأرض». والحكيم الترمذي في نوادر الأصول: ٤/ ١٥٣ الأصل الخامس والسبعون والمائتين في بيان صفات الولاة. ومسند الشهاب للقضاعي: ١/ ٢٠١ رقم (٣٠٤) عن ابن عمر. والبزار واللفظ له من حديث ابن عمر في كتاب الإمارة، باب الإمام ظل الله في الأرض. انظر مسند البزار: ٢/ ٢٢٠ رقم (٥٣٨٣). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: ٥/ ١٩٦ وقال: فيه سعيد بن سنان أبو مهدي متروك. وانظر كنز العمال: ٦/ ٤ رقم (١٤٥٨١). وكشف الخفاء للعجلوني: ١/ ٥٥٢ رقم (١٤٨٧). وأشير هنا إلى ما عقَّب به حسن أبو غدة في كتابه (حكم تعدد الخلفاء): ص ٩ حاشية (٥): «حديث السلطان ظل الله في الأرض لم يصح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل نقله مَنْ هو منكر الحديث وقال: انظر فيض القدير للمناوي: ٤/ ١٤٢ - ١٤٣» اهـ. وليس الأمر على إطلاقه فقد حسَّن الترمذي وغيره لفظ (سلطان الله)؛ قال أبو بكرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله». أخرجه الترمذي في سننه: ٤/ ٥٠٢ كتاب الفتن باب ما جاء في الخلفاء رقم (٢٢٢٤) عن أبي بكرة وقال: حسن غريب. وأحمد في مسنده: ٣٤/ ٧٨ عن أبي بكرة رقم (٢٠٤٣٣) قال محقق الكتاب: إسناده ضعيف؛ سعد بن أوس ضعفه ابن معين وباقي رجاله ثقات و: ٣٤/ ١٣٥ رقم (٢٠٤٩٥) عن أبي بكرة وإسناده ضعيف كسابقه. والسنَّة لابن أبي عاصم: ص ٤٨٠ رقم (١٠١٧) و (١٠١٨) عن أبي بكرة وقال الألباني عنهما: «حديث حسن». و: ص ٤٨٣ رقم (١٠٢٤) عن أبي بكرة وقال الألباني: «حديث حسن». وروي مثله عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان يقسم مالاً بين المسلمين ذات يوم وقد ازدحم عليه الناس، فأقبل سعد بن أبي وقاص - ومكانه من النبي - صلى الله عليه وسلم - مكانه وبلاؤه في فتح فارس بلاؤه - فزاحم الناس حتى زحمهم، وخلص إلى عمر، فلم يكن من عمر إلا أن علاه بالدُرَّة وقال: لم تَهَبْ سلطان الله في الأرض، فأردت أن أعلمك أن سلطان الله لا يهابك. الطبقات الكبرى لابن سعد: ٣/ ٢٨٧. تاريخ الطبري: ٢/ ٥٧١. ومن الأدلة أيضاً ما رواه حذيفة بن اليمان قال: إن الناس كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر ... إلى أن قال: قلت: يا رسول الله ثم ماذا يكون؟ قال: « .. فإن كان لله عز وجل يومئذ خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع». المستدرك: ٤/ ٤٧٩ رقم (٨٣٣٢) عن حذيفة وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه. مصنف ابن أبي شيبة: ٧/ ٤٤٧ رقم (٣٧١١٣) عن حذيفة وفيه: ... «فإن رأيت خليفة فالزمه» والحديث رواه البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان بلفظ مختلف فيه: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) بدل (إن كان لله خليفة). انظر: صحيح البخاري: ٣/ ١٣١٩ كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام رقم (٣٤١١). صحيح مسلم: ٣/ ١٤٧٥ كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين رقم (١٨٤٦). وانظر الدر المنثور للسيوطي: ٧/ ٤٧٦.

<<  <   >  >>