للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويظهر لي أن فَصْل "جُلّ ما" أوْلى، لقلّة اشتهارها.

والقسم الثاني: الكافّة عن عمل النصب والرفع؛ وذلك مع "إِنّ" وأخواتها، نحو: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [سورة النساء: ١٧١] و {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} [الأنفال: ٦]، وقول امرئ القَيْس (١).

* ولكِنّما أَسْعَى لمِجْدٍ مُؤَثَّلٍ (٢) *

وقول الآخر:

أَعِدْ نَظرًا يا عَبْدَ قَيْسٍ لَعَلَّما ... أَضَاءَتْ لَكَ النَّارُ الحمَارَ المُقَيَّدَا (٣)

وقول الزَّرْقاء (٤):


(١) امرؤ القيس بن حُجْر بن الحارث الكندى، من بني آكل المرار، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يمانى الأصل، ومولده بنجد أو بمخلاف السكاسك باليمن. واختلف المؤرخون في اسمه (حُندُج، مليكلة، عدى). وكان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر، فلقّنه المهلهل الشعر فقاله وهو غلام. وكُتب الأدب مشحونة بأخباره، وعنى المعاصرون بشعره وسيرته (راجع على سبيل المثال: الأغانى (ط دار الكتب) جـ ٩ ص ٧٧، الشعر والشعراء جـ١ ص ١١١ - ١٤٢، امرؤ القيس حياته وشعره للدكتور الطاهر أحمد مكى- ط دار المعارف ١٩٧٩م).
(٢) البيت من بحر الطويل، وتمامه:
ولكنّما أَسْعَى لمجدٍ مُؤَثَّلٍ ... وقَدْ يُدرِكُ المجدَ المؤَثَّلَ أَمثالىِ
والأثال: المجد، ومجد مؤثل: قديم. انظر لسان العرب (أثل)، وقد ذكر البيت.
(٣) القائل هو الفرزدق (راجع ترجمته ص ١١٧) من بحر الطويل انظر ديوان الفرزدق ص ٢١٣، شرح المفصّل لابن يعيش جـ٨ ص ٥٤، شرح الأشمونى جـ١ ص ٢٨٤.
(٤) الزرقاء من بني جديس، من أهل اليمامة، مضرب المثل في حدة النظر وجودة البصر. يقال لها "زرقاء اليمامة" و"زرقاء جوّ" لزومة عينيها. و"جو" اسم لليمامة قالوا: إِنها كانت تبصر الشىء من مسيرة ثلاثة أيام. وذكروا من أخبارها أن حسان بن تبَّع الحميرىّ لما أقبلت جموعه تريد غزو "جديس" رأتهم الزرقاء وأنذرت جديسًا فلم يصدقوها، فاجتاحهم حسان (ثمار القلوب للثعالبى ص ٣٤٠، خزانة الأدب جـ٤ ص ٣٩٩. وانظر الأعلام جـ٣ ص ٤٤).

<<  <   >  >>