للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِنَّما أَنتَ مِن سُلَيْمى كواوٍ ... أُلْحِقَتْ في الهِجَا ظُلمًا بِعَمْرِ (١)

يقول الفقير: يظهر لي من التعليل أن المدار على عدم الالتباس ولو في غير القافية، بأن يختلف الوزن، أو تكون القرينة مُعَيَّنة ولو في حَشْو البيت، كقول ابن عُنَيْن الدِّمشْقى (٢):

كَأَنِّى في الزمانِ اسْمٌ صَحيح ... جَرَى فتحكمت فيه العَوَامِلُ

مَزِيدٌ في بَنِيهِ كواوِ عَمْر ... ومُلغَى الحظِّ فيه كَرَاءِ وَاصِل (٣)

وكقولهم في ضابط العبادلة (٤):

أبناءُ عَبَّاسٍ وعَمروٍ وعُمَرْ ... ثم الزُّبيرُ هُمُ العَبادِلَةُ الغُرَرْ (٥)


(١) أنشده ابن هشام ثانى بيتين في (موقد الأذهان وموقظ الوسنان) ص ٢٧٨ المطبوع بمجلة عالم الكتب -المجلد ١٤، العدد ٣ - ذو القعدة، ذو الحجة ١٤١٣ هـ / مايو- يونيو ١٩٩٣ م، بتحقيق وليد محمَّد الراقبى. وقبله قوله:
أيها المدَّعى سُليمى سقاها ... لستَ منها ولا قُلامة ظَفْرِ
(٢) محمَّد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين، أبو المحاسن شرف الدين الزرعى الحورانى الدمشقي الأنصارى، أعظم شعراء عصره ولد سنة ٥٤٩ هـ. وكان هجاء وعمل قصيدة سماها "مقراض الأعراض" خمسمائة بيت، لم يفلت أحد من أهل دمشق منها بأقبح هجو، حتى السلطان صلاح الدين والملك العادل. وقد نفاه صلاح الدين إِلى الهند، وذهب إِلى العراق والجزيرة وخراسان ومصر واليمن، ثم عاد إِلى دمشق بعد وفاة صلاح الدين -وأخباره كثيرة مع ملوك بني أيوب. قال عنه ابن النجار: "وهو من أملح أهل زمانه شعرًا، وأحلاهم قولًا، ظريف العشرة، ضحوك السن، طيب الأخلاق، مقبول الشخص، من محاسن الزمان". وتوفى سنة ٦٣٠ هـ - وقيل: سنة ٦٣٣ هـ. وله ديوان شعر (من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان جـ٥ ص ١٤ - ١٩، معجم الأدباء جـ٧ ص ١٢١، النجوم الزاهرة جـ٦ ص ٢٩٣، المختصر المحتاج إِليه لابن النجار ص ١٥١. وانظر الأعلام جـ٧ ص ١٢٥ - ١٢٦).
(٣) لم أجد البيتين في ديوانه (طبع دار صادر، بيروت، بتحقيق خليل مردم بك). وهما من بحر الوافر.
(٤) أي من يُسَّمْون بعبد الله.
(٥) المراد بالعبادلة في هذا البيت: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير بن العوام. والبيت من بحر الكامل التام. ولم أصل إِلى موضعه من كتب الأدب.

<<  <   >  >>