للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا ضميرًا ولا لفظ أَبِيه، فلا تُخذف الألف من: "هذا زَيْدُ ابنُه". وكذا من "زِياد ابن أَبِيه" (١)، وهو الذي استلحقه معاوية بنَسَبِه، وجعله من أولاد أبى سفيان، وكان أبوه قبل الاستلحاق "عُبيْدًا" كما ذَكَر قصتَه ابنُ خَلِّكان (٢) في صفحة [٤٤١] في ترجمة "يزيد بن مُفَرِّغ الحِمْيَرَى" (٣) فلهذا كانوا يسمونه تارة "زياد بن أبي سفيان" وتارةً بـ"زياِد بن أُمّية"، وتارة بـ "زياد ابن أَبيه".

أقول: وهلَّا جعلوه مثل المكَنَّى عنه، فلا أَقَلَّ من أَن يكون مثل "هىّ بن بىّ" (للرجل المجهول ذَاتًا وأَبًا)، أو "فلان بن فلان"، أو "جابر بن حَبَّة" (للخُبْز)، أو "الحارث بن هَمَّام": الذي في (مقامات الحريرى) (٤). إِلا أن يُقال: إِن الأول وما بعده أَعلامُ أجناسٍ كما يُؤخذ من كلام الصَّبَّان (٥).


(١) زياد بن أبيه. أمير من الدهاة القادة الفاتحين الولاة. من أهل الطائف أختلفوا في اسم أبيه فقيل: عبيد الثقفى، وقيل: أبو سفيان. ولدته أمه سمية (جارية الحارث بن كلدة الثقفى) بالطائف وتبناه عبيد الثقفى (مولى الحارث بن كلدة) وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره، وأسلم في عهد أبى بكر. وكان كاتبًا للمغيرة بن شعبة، ثم لأبي موسى الأشعرى أيام إِمرته على البصرة، ثم ولاه علي بن أبي طالب إِمرة فارس. ولما توفي علىّ امتنع زياد على معاوية وتحصن في قلاع فارس، وتبين لمعاوية أنه أخوه من أبيه (أبى سفيان) فكتب إِليه بذلك فقدم زياد عليه وألحقه معاوية بنسبه سنة ٤٤ هـ، فكان عضده الأقوى، وولاه البصرة والكوفة وسائر العراق، فلم يزل في ولايته إلى أن توفي سنة ٥٣ هـ. وأخباره كثيرة (من مصادر ترجمته: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور جـ٩ ص ٧٢ - ٩٠، وانظر الأعلام جـ٣ ص ٥٣).
(٢) سبقت ترجمته ص ٤٣.
(٣) وفيات الأعيان جـ ٦ ص ٣٥٦ - ٣٥٧. وهو يزيد بن زياد بن ربيعة الملقب بمفرغ الحميرى، أبو عثمان. شاعر غزل. وهو الذي وضع "سيرة تُبَّع وأشعاره". كان من أهل تبالة (قرية بالحجاز مما يلي اليمن) واستقر بالبصرة. وكان هجاءً مقذعًا، وله مديح. وأخباره كثيرة (من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان. جـ٦ ص ٣٤٢، معجم الأدباء جـ٧ ص ٢٩٧، سير أعلام النبلاء جـ٣ ص ٥٢٢).
(٤) مقامات الحريرى ص ٢٧٠، ٣٧٠، ٣٨٣، ٥٥٧.
(٥) راجع كلام الصبان ص (٣٤٧) وتقدمت ترجمته ص ١١٥.

<<  <   >  >>