للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَلْقَوها على ألسنة العرب في الجاهلية، وصرح به سَحْنُون (١) وغيره من أصحابنا المالكية، وروى عن ابن عباس (٢) أنه سُئل عن قومٍ ينظرون في النجوم يكتبون "أَباجَاد" فقال: أولئك قومٌ لا خَلَاقَ لهم. . . إِلى أن قال: وعندى في ذلك نَظَرٌ، لأنه لم يَثْبُتْ عنه عليه السلام من طريق صحيح أو حسن -بل ولا ضعيف- يعتدُّ به، وإنما قال سَحْنُون (٣): سمعت حَفْص بن غِيَاث (٤) يحدث أن "أَباجَاد" أسماء شياطين، وقال محمَّد: سمعت بعض أهل العِلْم يقول: إِنها أسماء ولد "سَابُور" مَلِك فارس؛ أَمَرَ مَن كان في طاعته من العرب أن يكتبوها، قال: فلا أرى لأحدٍ أن يكتبها، فإِنها حرام" اهـ (٥).

قال المحشِّى: "وقد أورد بعض أحكامها شيخ شيوخنا العلامة البارع النحوى الجامع أبو بكر الشَّنَوانى (٦) في رسالته المعروفة بـ "حِلْيةُ أهل الكَمال بأمثلة


(١) عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخى، الملقب بسحنون، قاضى فقيه انتهت إِليه رياسة العلم في المغرب، أصله شامى من حمس، ومولده في القيروان سنة ١٦٠ هـ، وولي القضاء بها سنة ٢٣٤ هـ واستمر إِلى أن مات سنة ٢٤٠ هـ، وكان رفيع القدر عفيفًا أبىَّ النفس زاهدًا، لا يهاب سلطانًا في حق يقوله: روى المدونة "في فقه المالكية" عن عبد الرحمن بن قاسم عن الإِمام مالك، ولأبى العرب محمَّد بن محمَّد بن تميم كتاب "مناقب سحنون وسيرته وأدبه" "ومن مصادر ترجمته: قضاة الأندلس ص ٢٨، البداية والنهاية جـ٥ ص ٨٧٥،، وانظر الأعلام جـ٤ ص ٥".
(٢) تقدمت ترجمته ص ٧٤.
(٣) سبق التعريف به قبل أسطر قليلة.
(٤) حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعى الأزدى الكوفى، أبو عمر، من الفقهاء وحفاظ الحديث الثقات، ولى القضاء ببغداد الشرقية في خلافة هارون الرشيد، ثم ولاه قضاء الكوفة ومات فيها سنة ١٩٤هـ وكان مولده سنة ١١٧ هـ، "من مصادر ترجمته: تاريخ بغداد جـ٨ ص ١٨٨، وفيات الأعيان جـ٢ ص ١٩٧، تهذيب التهذيب جـ٢ ص ٤١٥".
(٥) ألف باء -للبلوى جـ١ ص٧٥ - ٧٦ "طبع المطبعة الوهبية ١٢٨٧هـ"، وانظر تاج العروس جـ٢ ص ٢٩٤، وقد نقل مؤلفه عن محشى القاموس "ابن الطيب المغربى" الذي نقل -بدوره- عن البلوى، وقد رجعت لكتاب البلوى ووثقت منه النص المنقول.
(٦) سبق التعريف بالشنوانى ص ١٠٠.

<<  <   >  >>