للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجَلَال" (١)، ثم ذكر المحشِّى الرواية الموافقة لما في "القاموس" (٢) و"الخطط المقريزية" (٣): "أنهم كانوا ملوك مَدْيَن، وأن رئيسهم "كَلَمُن" وأنهم هَلكَوا يوم الظلة (٤)، وأنهم قوم شعيب عليه السلام" ثم قال: "وروى عن عبد الله ابن عمرو بن العاص (٥) وعروة بن الزبير (٦) أنهما قالا: أول من وضع الكتاب العربى قوم من الأوائل، نزلوا في عَدْنان بن أد بن أدد" أسماؤهم: "أَبْجَدْ، هَوَّز، حَطّى، كَلَمُن، صَعْفَضْ، قَرَسَت" فوضعوا الكتاب العربى على أسمائهم، ووجدوا حروفًا ستة ليست من أسمائهم -وهي "ثَخَذْ، ظَغَشْ" فسموها الروادف- ويذكر أن عمر بن الخطاب لقى أعرابيًا فقال له: "هل تُحسن أن تقرأ القرآن؟، فقال: نعم. قال: فاقرأ أُمَّ القرآن، فقال: والله ما أُحْسِنُ البنات فكيف الأُمَّ؟. فضربه، ثم أسلمه إِلى الكُتَّاب، فمكث فيه


(١) كتاب "حلية أهل الكمال بأمثلة الجلال" لأبي بكر الشنوانى ذكره رضا كحالة في معجم المؤلفين "جـ٢ ص ٢٨٣" في ترجمة الشنوانى باسم "حلية الكمال بأجوبة أسئلة الجلال" وهو مذكور بهذا العنوان الأخير في "إِيضاح المكنون" جـ١ ص ٤٢٠.
(٢) القاموس المحيط "مادة/ بجد -باب الدال، فصل الباء".
(٣) الخطط المقريزية جـ١ ص ٣٤٩ - ٣٥٠.
(٤) قال الله تعالى عن قوم شعيب -أهل مدين "وهم أصحاب الأيكة" {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: ١٨٩]-، قال عبد الله بن عمر، إن الله سلط عليهم الحرَّ سبعة أيام حتى ما يظلهم منه شئ، ثم إِن الله أنشأ لهم سحابة، فانطلق إِليها أحدهم فاستظل بها، فأصاب تحتها بردًا وراحة، فأعلم بذلك قومه، فأتوها جميعًا، فاستظلوا تحتها، فأججت عليهم نارًا" "تفسير ابن كثير جـ٣ ص ٣٤٦".
(٥) عبد الله بن عمرو بن العاص القرشى الصحابي، من أهل مكة، أسلم قبل أبيه، وكان من النساك، كثير العبادة، وكان يكتب في الجاهلية، ويحسن السريانية، وعمى في آخر حياته، توفي سنة ٦٥ هـ "من مصادر ترجمته: حلية الأولياء جـ١ ص ٢٨٣، تهذيب التهذيب جـ٥ ص ٣٣٧".
(٦) عروة بن الزبير بن العوام الأسدى القرشى، أبو عبد الله المدني، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، كان عالمًا صالحًا كريمًا لم يدخل في شئ من الفتن، قدم مصر وتزوج وأقام بها سبع سنين، ثم عاد إِلى المدينة، وتوفى فيها سنة ٩٤ هـ أو ٩٥ هـ "من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان جـ٣ ص ٢٥٥، تهذيب التهذيب جـ٧ ص١٨٠ - ١٨٥، حلية الأولياء جـ٢ ص ١٧٦".

<<  <   >  >>