للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخامس: أن يقول تعالى {ليس كمثله شئ} عام في نفي المماثلة، فلو كان جالساً لحصل من يماثله في الجلوس، فحينئذ تبطل الآية.

السادس: أنه تعالى لو كان مستقراً على العرش لكان محمولاً للملائكة لقوله تعالى، {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} وحامل حامل الشئ حامل لذلك الشئ، وكيف يحمل المخلوق خالقه؟؟

السابع: أنه لو كان المستقر في المكان إلهاً ينسد باب القدح في إلهية الشمس والقمر.

الثامن: أن العالم كرة، فالجهة التى هي فوق بالنسبة إلى قوم هي تحت بالنسبة إلى آخرين وبالعكس، فليزم من إثبات جهة الفوق للمعبود سبحانه إثبات الجهة المقابلة لها أيضاً بالنسبة إلى بعض. وباتفاق العقلاء لا يجوز أن يقال: المعبود تحت.

التاسع: أن الأمة اجتمعت على أن قوله تعالى {قل هو الله أحد] من المحكمات، وعلى فرض الاستقرار على العرش يلزم التركيب والانقسام، فلا يكون سبحانه أحداً في الحقيقة فيبطل ذلك الحكم.

العاشر: أن الخليل عليه السلام قال: ((لا أحب الآفلين)) فلو كان تعالى مستقرا على العرش لكان جسماً ىفلاً أبداً، فيندرج تحت عموم هذا القول. أهـ.

ثم إنه عفا الله تعالى عنه ضعف القول بأنا انقطع أنه ليس مراد الله تعالى ما يشعربه الظاهر، بل مراده سبحانه شئ آخر، ولكن لا نعين ذلك المراد خوفاً من الخطأ بأنه عز وجل لما خاطبنا بلسان العرب وجب ألا نريد باللفظ إلا موضوعه في لسانهم، وإذا كان لا معنى للاستواء في لسانهم إلا الاستقرار والاستيلاء وقد تعذر حمله على الاستقار فوجب حمله على الاستيلاء، وإلا

<<  <   >  >>