قال: ثم أنصرف. فحملتنى عيناي، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، فقال:((يا عتبى، الحق الأعرابي فبشره بأن الله قد غفر له)) ، وممن ذكرها الإمام ابن الجوزى في كتابه ((مثير الغرام)) عن العتبى. قالوا: ونقل الواحدى في كتابه ((أسباب نزول القرآن)) عن ابن عباس، - رضي الله عنه - عند قوله تعالى:{وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} أنه قال: كانت أهل خيبر تقاتل غطفان اليهود، فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كفروا به.
قالوا: وما ورد في الأدعية المأثورة عن سيد الأنام - صلى الله عليه وسلم - مثل: أسألك بحق السائلين عليك، ويحق ممشاى هذا إليك، يدل على جواز التوسل بأفعال العبد، فكيف بذاته الشريفة عليه الصلاة والسلام فالتوجه به اولى، والتوجه إلى حضرة الحق به أحرى.
وقد روى البخارى عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:((ألا أخبركم باهل الجنة؟ كل ضعيف مستضعف، لو أقسم على الله تعالى لأبره)) .
قال العلماء: معناه لو حلف على الله ليفعلن كذا لأوقع مطلوبه فيبر بقسمه إكراماً له لعظم منزلته عنده، فهذا وعد الله تعالى لعباده الصالحين، فكيف بسيد المرسلين؟ ! وورد: إذا انفلتت دابة احدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله، وأعينوني (ثلاثا) . قال النووى: وقد حرب ذلك بعض أهل العلم، ونحن جربناه فصح، انتهى.
وروى الطبراني بإسناد صحيح عن عباده، - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:((الأبدال في أمتى ثلاثون رجلاً، بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون، وبهم تنصرون)) والأحاديث في مثل