للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستغيثوا بميت لا نبي ولا غيره، لا في جلب منفعة ولا دفع مضرة، لا بهذا اللفظ ولا معناه، بل لم يشرع لهم أن يدعوا ميتاً ولا يسألوه، ولا يدعوا إليه ولا أن يستجيروا به ولا يقول أحد لميت: أنا في حسبك، وأنا في جوارك، ولا أن يخطو إلى قبر الميت خطوات، لا ان يتوجه إلى قبر ويسأله، ولا شرع لأحد أن يقول للميت: سل الله تعالى لى، ولا أدع الله تعالى لى، ولا شرع لهم أن يشكوا إلى ميت فيقول أحدهم مشتكياً إليه: على دين، أو آذاني فلان، ونحو ذلك، سواء كان عند القبر أو بعيداً عنه، وسواء كان الميت نبياً أو غيره.

ولا شرع لأمته إذا كان لأحدهم حاجة أن يقصد قبر نبي أو صالح فيدعو لنفسه ظاناً أن الدعاء عند قبره يجاب. بل ولا شرع لأمته - صلى الله عليه وسلم - أن يقسموا على مخلوق، ولا شرع لأمته أن يتوسلوا إلى الله تعالى بذات ميت أصلاً، بل بذات حي، إلا أن بكون التوسل بما أمر الله تعالى عز وجل به من الإيمان به وطاعته، أو بدعاء المتوسل به وشفاعته. فإذا كان النبي عليه السلام والصالح له عند الله تعالى الجاه العظيم والقدر - لم ينتفع المتوسل به إلا بأحد أمرين: إما أن يتوسل بما أمر الله تعالى به من الإيمان به ومحبته وطاعته ونحو ذلك، فهذه هي والوسيلة التى أمر الله تعالى بها في قوله عز من قائل: {اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} .

فالوسيلة تجمعها طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام.

والأمر الثاني: أن يدعو له الرسول. فهذه أيضاً وسيلة إلى الله تعالى فإن دعاءه وشفاعته عند الله تعالى من أعظم الوسائل.

واما التوسل بالذات مع قطع النظر عما تقدم، فلم يرد عن الصحابة والتابعين. والصحابة كانوا يتوسلون بدعائه عليه الصلاة والسلام وشفاعته،

<<  <   >  >>