للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والواقع أنه انخدع كثير من المسلمين بنظام الديمقراطية, خصوصًا جانب الانتخابات منها, حين زعموا أن ذلك النظام هو مما دعى إليه الإسلام, بل وفرضه على المسلمين {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} ، ولا تنس كذبة الاشتراكية الإسلامية حينما افتروا وادَّعَوْا أن لها صلة بالإسلام وكذا الديمقراطية, وسبب وقوعهم في هذا الخطأ هو ظنِّهم أنه لا فرق بين الانتخاب الغربي وبين مسألة الشورى التي دعى إليها الإسلام في قول الله -عز وجل: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} ، وهذا يدل على:

١- جهلهم بحقائق الإسلام.

٢- جهلهم بما تحمله الديمقراطية من أخطار على الدين وأهله.

٣- وما تحمله كذلك من مساوئ في طريقة الديمقراطية في الانتخابات.

فإن نظام الانتخاب الديمقراطية هو أقرب ما يكون إلى الفوضى؛ إذ هو قائم على صياح الجماهير لمن يختارونه, بينما الشورى في الإسلام قائمة على اختيار أهل الحل والعقد من المسلمين لأفضل وأكفأ الموجودين في وقت أخذ البيعة, كما أن النظام الديمقراطية قائم على الدعاية والوعود الخلَّابة من قِبَلِ المرشح لنفسه, وما إلى ذلك, دون أن يكون لبعضهم سابقة خير أو شهرة بالعلم والتقوى في كثير منهم, بل يتَّكل على العامة. والعامة -كما يقال: لهم عقل واحد يتتابعون لتشريح الشخص بفعل تأثّر بعضهم ببعض, وبما يقدِّمه من الرشاوي.

<<  <   >  >>