لقد ظهرت الرأسمالية -أو البرجوازية كما يسميها الشيوعيون- لعدة عوامل من أهمها:
- استحواذهم في الأساس على مصادر المال واستقراره في أيديهم.
- اختراع الآلات الحديثة التي حلّت محل الأيدي العاملة من طبقات الإقطاع والرق؛ لعدم إنتاجهم بالكثرة التي تنتجها تلك الآلات, فصارت حالة الرق متناقضة مع حالة الإقطاع, فألغت بدورها حالة الإقطاع التي كانت قائمة على استعباد الكادحين للعمل للإقطاعيين النبلاء, وبحث الجميع عن رأس المال.
- ازدياد حجم التجارة في أوروبا بدلًا من الزراعة.
والملاحظ أن أولئك الذين كانوا يطلبون العمل بأيديهم لم يكن دورهم كافيًا لملأ ما تحتاج إليه الحركة الصناعية القوية كما هو الحال بالنسبة للآلات الحديثة، وهذا أحدث بدوره ردَّ فعل لدى العمال لتحطيم الإقطاع المستند إلى الآلات الحديثة؛ بسبب التناقض مع القوى المنتجة النامية من جهة, وحاجة العمَّال من جهة أخرى إلى العمل والكسب, وهذا بدروه قد هيَّأ الجو لتصاعد قوة الرأسمالية التي تسعى دائمًا لزيادة الإنتاج والمكاسب الوفيرة, وما نشأ بين أفرادها من تعاونٍ مثمر في شتَّى المجالات, وقد جعلوا استغلال طبقة من الناس لطبقة أخرى هو أساس الحضارة لكي يحصل التناقض الذي يوصل طبقة إلى الاستعلاء على طبقة أخرى, فما من شر لطبقة إلّا وهو خير لطبقة أخرى, وهكذا صراع دائم من أجل البقاء، كما أنَّ تجمع الشعوب واتحادها إنما يعود حسب تفسيرهم إلى المصالح الاقتصادية التي قامت عليها الرأسمالية, غير أن الرأسمالية أصبحت مناقضة لمصالح طبقة البروليتاريا -أي طبقة العمال- فكان لزامًا على هؤلاء العمال أن