أما عن علمنة الإعلام فحدِّث ولا حرج، لقد أمسك دعاة العلمانية بزمام معظم وسائل الإعلام، وعاثوا فيها فسادًا، مثل: التلفزيون والإذاعة والصحف والمجلات والسينما والفيديو، وقد ظهرت أضرار تلك الوسائل في تحطيم الأخلاق والسلوك الطيب، واستمع إلى ما قاله أعضاء المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة, المنعقِد في المدينة المنورة سنة ١٣٩٦هـ، فقد قالوا في مناشدتهم المسلمين جميعًا:"ويندد المؤتمر بالهوة السحيقة
التي تردَّى إليها إعلامنا ولا يزال إلى اليوم يتردَّى، فبدلًا من أن يكون منبر دعوة إلى الحق, ومنار إشعاع للخير، صار صوت إفساد وسط عذاب، وخفت صوت الدعوة وسط ضجيج الإعلام الفاسد، وسكت القادة فأقرُّوا بسكوتهم أو أجاوزوا ذلك فشجعوا وحملوا, وزلزل الناس في إيمانهم وقيمهم ومثلهم ... ولم يعد الأمر يحمل السكوت عليه من الدعاة إلى الحق"١.
فما أحرى بالمسلمين أن يستمعوا لهذه النصيحة الصادقة الشجاعة, ويرجعوا إلى الحقِّ، فإنه خير من التمادي في الباطل.