المسألة الثانية: هل يوجد فرق في الإسلام بين الدين والسياسة؟
لا يمكن لأيِّ شخص عرف الإسلام -مهما قلَّت معرفته به- أن يقول: إن الإسلام يفرق بين الدين والحكم، بحيث يكون الدين لله والحكم للشعب أو القانون أو مجلس التشريع أو الحزب أو غير ذلك من الإطلاقات العلمانية الباطلة؛ لأن الإسلام يعتبر جميع البشر عبيدًا لخالقهم، ولا مزيَّة لأحد على آخر إلّا بالتقوى، ويحرِّمُ أن يتخذ الناس بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله، وأنَّ من رضي بالتحاكم إلى غير الله فهو طاغوت خارج عن الفطرة, محارب لله, ظالم لنفسه، متعدٍّ لما ليس له، وسيحاسبه الله تعالى عن ذلك.
وفي الإسلام البيان التام الشامل لكل جوانب الحياة: سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ... إلخ، بيَّنَها الله تعالى في قواعد شاملة