للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل السابع: ماذا يراد من وراء دعوى القومية؟

من البدهي أنه لا يراد من وراء هذه الدعوة وجه الله -عز وجل, ولا إقامة شرعه ليكون للناس نورًا يمشون به, ولا يراد بها كذلك إعلاء شأن المسلمين وإقامة مجدهم وعزهم؛ لأن مسلك القومية ونهايتها لا تؤدي إلى هذه النتيجة, وعلى الافتراض البعيد نقول: لو كان الهدف من وراء نشر القومية هي تلك الأهداف النبيلة -بزعمكم؛ لكان في تعاليم الإسلام والتمسُّك بكتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ما يغني ويكفي عن تعاليم القومية المخالفة لهما بل المضادة لهما, ولو كان الهدف من ورائها إعلاء شأن المسلمين لكان في السير على نهج سلفنا الصالح ما لا يحتاج معه الشخص إلى أيّ شعار جديد يدعو إلى الالتفاف حوله والنضال في سبيله.

وما زعمه القوميون -كذبًا وزورًا- من أنَّ القومية العربية ستكون فجرًا جديدًا على العرب كافَّة, إن هي إلّا منكر من القول وزور, بل كانت ظلمة وجهالة وتفريقات وتمزيقًا لا يزال المسلمون يتجرَّعون غصصها إلى اليوم, وكانت على -الحقيقة- فجرًا جديدًا وعهدًا زاهرًا فقط على اليهود والنصارى الذين برزت قرونهم عالية تحت مظلة القومية الجاهلية؛ بحجة أنّ القومية العربية لا تفرق بين مسلم ويهودي ونصراني أو غيرهم, وأن الجميع يشتركون في القومية والوطنية, وكلهم من حقهم أن يصلوا إلى الحكم على حد سواء.

<<  <   >  >>