أما بالنسبة للمشاعية البدائية التي زعم الملاحدة أن الإنسان نشأ بدائيًّا كقطيع من الحيوانات, ثم أخذ يتطور إلى أن استطاع إنتاج أدوات العمل في تطوره التدريجي البطيء, وأنه اكتمل بفضل التعاون الذي قام بين أفراد البشر, وأنهم استطاعوا انتزاع حياتهم من الطبيعة التي كانت تغالبهم ويغالبونها, ثم أضافوا إلى هذا الافتراء أفتراءً آخر وهو أن ذلك التطور قد اكتمل في الناس من غير إرادتهم ووعيهم, وأنهم انتصروا على الطبيعة بفضل تعاونهم المشاعيّ في الزراعة والصناعة وغيرهما, إلّا أنه حينما انصرف بعض أفراد البشر إلى الإنتاج الفردي لا المشاعي ظهر التناقض بين الملكية الاجتماعية والطابع الفردي لعملية الإنتاج, فاصطدم هذا الوضع وتناقض مع الرغبة في الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج, ونتج عن ذلك القضاء على النظام البدائي المشاعي كحتمية طبيعية للتطور المستمر في الحياة, قاطعة بذلك خطر سيره، ثم نشأ بعد ذلك الصراع الطبقي على المصالح المادية, فبدأ من هنا تأريخ الصراع الطبقي في المجتمعات نتيجة للتطورات المتلاحقة وحياة الإنسان, فاصطدمت بالنظام الرأسمالي الذي يمثّل سيادة أصحاب رءوس الأموال على الفقراء وعلى الأفكار عمومًا, ثم نتج عن ذلك أيضًا قيام قضية الرق الآتية.