للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: هل تقبل الدعوى إلى الإنسانية التعايش مع الإسلام والمسلمين؟]

يجب على كل مسلم أن يتذكر في البداية قول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} ١، ثم ينظر مصداقها في الواقع في حال التعايش بين النصارى واليهود من جانب, وبين المسلمين من جانب آخر, وكيف أن دعاة الإنسانية شمس العداوة لكل مسلم حتى يلين ويرجع إلى أقوالهم ويسايرهم في سلوكهم, ثم كيف بعدها يكيلون له المدائح المختلفة, ويحكمون عليه الشبكة بأنواع المساعدات المادية والمعنوية ليبقى أسيرًا لهم.

لقد أظهر أدعياء الإنسانية بغضهم للدين, والمقصود به الدين الإسلامي في المقام الأوَّل, وهم دائمًا يشكون من انتشاره في مجتمعاتهم ويتخوَّفون من عودة المسلمين إلى سباق مجدهم أيام الفتوحات الإسلامية, ولهذا فقط رَمَوْهُ بكل سهم من سهامهم المختلفة, ومن ضمنها رمية بسهم الإنسانية كي تكثر السهام؛ لعلَّ واحدًا منها يصيب مقتلًا للرمية، أمَّا أن يرمي المسلمون أعداءهم ولو بخرقة الحرير فإنه يعتبر إرهابًا وهمجيَّة وعودة إلى فكرة


١ سورة البقرة، الآية: ١٢٠.

<<  <   >  >>