كان من النشطاء في الدعوة إلى القومية العربية, وكان يسميها عقيدة القومية العربية, وأنَّ من يناضل في سبيلها فيصاب يسمَّى شهيًدا عنده, وزعم كذلك أن الناس في القديم كانوا يجتمعون على رابطة التديُّن, وأن العرب أحسّوا حينما تمسَّكوا بالقومية أنهم سيحققون كل ما يريدونه لشعوبهم في السياسة وفي الاقتصاد وفي جميع مرافق الحياة, بسبب وجود جامع اللغة فيما بينهم على مختلف ديارهم, مضافًا إليها تاريخهم المشترك الذي يجدون فيه ما كان بين أسلافهم من التكاتُف والتفانِي, وما قدَّموه خدمة لبعضهم بعضًا على مرِّ التاريخ, وما أدَّت إليه هذه المواقف من قوة ومنعة وصمود في وجوه أعدائهم من غيرهم -بزعمه, فانظر كيف يرمي بأنظار الناس إلى التاريخ الجاهلي ويتناسَى فضل الإسلام؟ وكان يردد دائمًا أن الفرق بين القومية العربية والإسلام: أن القومية أدقّ وأقوى في الارتباط؛ لأن العقيدة الإسلامية لم تقتصر على ما اقتصرت عليه القومية من شدّ أزر العرب فقط, وإنما كانت شاملة للعرب ولغيرهم.
ويرى أن رباط الإسلام لا يهتم بالعرب ولا يجعل لهم مزيّة على غيرهم, أو احترامًا لحقوق خاصَّة بهم, ولا يعطيهم التميز الذي تعطيه لهم القومية العربية, وهو تحريض سافر على إقصاء الإسلام عن الحياة.