أمَّا بالنسبة للحكم على من يتبنَّى الديمقراطية ويعتقدها صوابًا, فالذي يظهر أن المعتقدين بها ليسوا على اتجاه واحد, فقد اتضح أنهم ينقسمون إلى أقسام:
١- منهم من ينادي بها عن طوية فاسدة ونية مبيَّتة كراهية للإسلام وتفضيلًا لها عليه, وهؤلاء أشرارٌ لا خير فيهم لدينهم الإسلامي ولا لأمتهم المسلمة, وإنما هم أعداء مثلهم مثل سائر أعداء الإسلام من المنصِّرين والمتشرقين.
٢- ومنهم من يدعو لها وينادي بالالتزام بها عن جهل وحسن نية في الأغلب, مع اعتقاد أن الإسلام وتعاليمه خير منها, وأن فائدتها حسبما يتصوّر أنها تحطّ من كبرياء الطبقة العليا, وتفسح مجالًا أمام الطبقات كلها لتنادي بآرائها في الإصلاح دون خوف محاسبة أحد لهم, أو غير ذلك, وهؤلاء جهَّال يُبَيَّنُ لهم الحق وأخطار هذا المذهب على الإسلام والمسلمين.
٣- وبعضهم ينادي بها لاعتقاده أنها لا تعارض تعاليم الإسلام, خصوصًا بعد أن قنعته الدعايات الغربية بذلك.
٤- وصنف يعتقد أنها تصلح في إنعاش المجتمعات اقتصاديًّا وثقافيًّا.