[الفصل الخامس عشر: أهم مشاهير دعاة القومية العربية]
- أبو خلدون ساطع الحصر ي:
لقد تفاني هذا الشخص في الدعوة إلى القومية العربية بخصوصها, وأعاد وأبدى فيها, وجعلها دينه ومصدر إلهامه, عليها يوالي وعليها يعادي -لحاجة في نفس يعقوب- وغرضه ربط العرب بها بدلًا عن ربطهم بدينهم, وربطهم كذلك بالغرب قلبًا وقالبًا, ومن الغرائب أن بعض الباحثين يذكر أن لغته الأصلية الأولى هي التركية وليست العربية, فما الذي حمله على هذا التقديس للعربية والتعصُّب لها؟
وقد تأثَّر في دعواه إلى القومية بالقوميين الأوربيين وحذا حذوهم, إلّا أنه كان يرى أن القومية ترتكز على أمرين هما وحدة الأمة ووحدة التاريخ دون ما سواهما, خصوصًا الدين الذي تواطأ على إبعاده جميع القوميين، تنقَّل في مناصب مختلفة, أهمها شغله وزارة التربية, وقد وصف بأنَّه فيلسوف الفكرة القومية العربية, ومرجع القوميين العرب, وقد جدَّ في دعوته إلى القومية بحذر شديد, فكان يساير الحكام والمذاهب المختلفة الملحدة وغير الملحدة, مع غمزه في دين الإسلام, وتفضيل رباط القومية على رابطة الإسلام, وأنَّ الإيمان بالقومية العربية يجب أن تكون في حسبان كل عربي, وأن تجتمع الكلمة عليها قبل كل شيء, وأن انضمام الأقوام الذين يتكلَّمون لغة واحدة وتاريخهم واحد وآمالهم والآمهم واحدة يجب أن يجعلوا القومية هي الرباط العام بينهم, ويجب